عودة للمواضيع الجديّة.. مقال مكثّف ومُهم جداً كمدخل لفهم مسألة الأخلاق في فلسفة نيتشه. نيتشه الذي لا يزال يُفهم بطُرُق عشوائية، أو بالأحرى، يُفهَم سطحياً وبانحياز تأكيدي مُسبق عندَ القارئ والباحث. لفهم فلسفة نيتشه علينا أن نعرف أهم النواضيع التي تحدث عنها نيتشه، نذكر منها الإنسان الأعلى، العود الأبدي، العدمية، الأخلاق، أخلاق العبيد.. وغيرها، ثم نعرف بواعث الحديث عنها من خلال سيرته، ومن خلال تطوره الفكري. من المهم أن نتدرّج في فهم الفيلسوف، لأن الفيلسوف نفسه يتدرّج في بناء نظرياته. اخترت اليوم الحديث عن الأخلاق، بزاوية جديدة، لكنها لا تعبر بشكل مباشر على خلاصة فكره، بل هي عبارة عن لمسات نيتشاوية. _ الحقيقة أن الكثير من الناس لا يستطيعون فعلَ الشّر، لأن الشّر يحتاج فعلاً وإصراراً كي يصل المرء إلى ذروة مُبتغاه، لا قولاً فحسب، فمن أراد الشر واستطاع القيام به ولم يفعل، فذلك المتخلق، وأما من أراد ولم يستطع، فذلك أرخص الأشرار. الشرّ يحتاج تخطيطاً وقلباً جلفاً وعقلاً مشبّعاً بفكرة أن الجميع وسيلة لإرضاء شهوة الذات. فتجد العاجزين عن الشر، هؤلاء الرعديدون الجبناء، الحالمون بالشرّ، العاجزون ع...
مُدوّن، روائي، وصانع محتوى على اليوتيوب