الثلاثاء، 5 يناير 2021

لا معك و لا ضدك ولا محيادا

نقطة نظام وجب أن توضع.

المقال الـ97 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف 




_
عندما لا تكون "معَ" ، فأنت لست "ضد" ، و العكس صحيح.
في العلم، علينا التجرّد من المنظور الأخلاقي الاجتماعي، علينا أن نرى ما وراء الخير و الشر، لأن الطبيعة تتبنى هذا الأسلوب، الفيضان يبتلع الجميع ولا يعنيه المؤمن من غير المؤمن، الطبيعة تفعل فعلتها فحسب.
مراجعتنا للأحداث و العلوم و الظواهر، وجب أن تأخذ بعين الاعتبار انها عوامل متجرّدة من الحس الانساني، اي علينا تجاوز النظرة بإنسانية لما هو غير انساني،و لما هو "مجرّد" و غير "متحكّم" فيه.
معاناة الإنسان كلّها تتمحور في محاولة فهم ما يتجاوزه، بلغته و فكره المحدود، و هذا هو الخطأ.
تجد عديد المغالطين، عندما يعجزون عن فهم معين، يسوقونكم الى موضوع قريب منه اصطلاحيا، و يتحكمون فيه قليلاً مثل الدين، و يجعلونه جواباً قطعياً.
و هذا الأمر يضر الدين بالدرجة الأولى، ثم العلم بدرجة ثانية، ثم صورة الشخص، اذا ما جالس متعلّماً.
إذا لم أكن معك فلست ضدك، و اذا لم أكن ضدك فلست معك ، هناك مصطلح اسلامي معروف إسمه التوقّف.
التوقّف هو "لا رأي" في الموضوع، و هو غير "المسكوت عنه" ، التوقف يكون عن تعادل المصادر او نقص المصادر.
ادّعاء التحكم التام في موضوع زئبقي يعتبر انتحاراً فكرياً، لأن صاحب الادعاء سيجرّ المستمع يمينا و شمالا ليكون فكرته عن شيء لا يُمسك.
الخلاصة انه علينا التريّث، ماكان قطعياً يوما ما اضحى محلّ شك، و ما كان سخيفاً أصبح حقيقة قطعية، و حنل لواء الشيء و هو في مهده مجازفة، و الدفاع عن شيء غير متماسك يعد انتحاراً عقلياً.

#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق