التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ابن خلدون ..الجزء الثاني



الجزء الثاني عن ابن خلدون للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  
المقال الـ103.
_
بعد مفهوم العصبية الذي يصنع البدو ثم الدول، تحدّث بإسهاب عن علم اللغة، فقد تكلك عن سر روح الكلام أو اللغات، يقول: دون انتشار الأفكار، اللغة تبقى مجرّد كلمات ميّتة.
يشير الى صعوبة التعبير عن الواقع، و ان اللغة أثقل من أن تترجم الأشياء، وهذا ما يؤدي الى العصبية، لأن صعوبة النطق مزعجة مثل صعوبة تعبير الرضيع، الذي يجعله يصرخ و يبكي.
و هذا النوع من الإحباط يلمس الجميع، فنانين و كُتّاب و أساتذة، و في جانب آخر كل المراهقين.
علم الكلام يوحّد المجموعات، و تصبح أرستقراطية، وغيابه يوحّدهم على التشدّد للأفكار العامّة.
رحلة ابن خلدون واحتكاكه باللغات العربية و الأمازيغية و اللاتينية و الإسبانية جعله يفكّر في اللغة و المجتمعات.
اختلاف اللهجات في اللغة الواحدة و عوامله في التوحيد و التفريق.
لماذا تتواجد الحضارة في مناطق معينة، وغائبة تماما في مناطق أخرى، ما الذي يدفع لولادة الحضارة في وقت معين..، يتساءل ابن خلدون؛ 
أولا هو الإرادة للعيش معاً، ثانياً الإرادة للتعاون، ثالثاً الإرادة لجعل هدف شعوب تلك المنطقة واحد، وهو ما لخّصه في العصبيّة.
الشعور بالإنتماء الذي تحرّكه العصبيّة، يصنع حضارة، لا إراديّاً.
اللغة أساس مولد الإنتماء، فهو المحرّك العاطفي للعصبيّة.
لذلك الإتحاد الأوروبي محكوم عليه بالإنحلال و الإختفاء، لأن لغة الشعوب تفرّقهم، لا توجد عصبيّة للقارة.
ثم ان مصير الناطقين بالعربية، مع الترابط الجغرافي، سيكون النهضة، لأن الشرك الاساسي للإنتماء والعصبية متوفّر.
يقول ابن خلدون أن الطبيعة القاسية تحتاج إلى نظام وقانون قاسي يوحّدهم بالقوة، وإلا فان مصير الدول هو الهلاك والاختفاء وسط الطبيعة.
طبيعة الإنسان هي التمرد، لذلك البدو الرّحل لا يصنعون الحضارة.
وهذا قبل العقد الإجتماعي لروسو، و خطأ روسو هو قول الإنسان جيد لكن المجتمع يفسده، لكن ابن خلدون يقول انه سيء وعلى القانون أن يقوّمه.
العقد الإجتماعي عند ابن خلدون يلتقي في جزء واحد مع الذي صنعه روسو و هو ترك الحرية التي تفرق والاستمساك بتلك التي تجمع.

انتهى 

#عمادالدين_زناف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابن بطوطة.. الذي لم يغادر غرفته

ابن بطوطة، الرّحالة الذي لم يغادر غرفته. مقال عماد الدين زناف. ليسَ هذا أول مقال يتناول زيفَ الكثير من أعمالِ المؤرخين القدامى، الذين كانوا يكتبون للسلاطين من أجل التقرّب منهم، ومن ذلك السعيُ للتكسّب، ولن يكون الأخير من نوعه. الكتب التاريخية، وأخص بالذكر كتب الرّحالة، هي عبارة عن شيءٍ من التاريخ الذي يضع صاحبها في سكّة المصداقية أمام القارىء، ممزوجِ بكثيرٍ من الروايات الفانتازيّة، التي تميّزه عن غيره من الرحالة والمؤرخين. فإذا اتخذَ أحدنا نفس السبيل الجغرافي، فلن يرى إلا ما رآه الآخرون، بذلك، لن يكون لكتاباته أيّ داعٍ، لأن ما من مؤرخ ورحّالة، إلا وسُبقَ في التأريخ والتدوين، أما التميّز، فيكون إما بالتحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي، أو بابتداع ما لا يمكن نفيُهُ، إذ أن الشاهد الوحيد عن ذلك هو القاصّ نفسه، وفي ذلك الزمن، كان هناك نوعين من المتلقين، أذن وعين تصدق كل ما تسمع وتقرأ، وأذن وعين لا تلتفت إلا لما يوافق معتقدها أو عقلها.  الهدف من هذا المقال ليس ضربُ شخص ابن بطوطة، لأن الشخص في نهاية المطاف ما هو إلا وسيلة تحمل المادة التي نتدارسها، فقد يتبرّأ ابن طوطة من كل ما قيل أنه قد كتبه، ...

مذكرة الموت Death Note

إذا كُنت من محبّي المانجا و الأنيم، من المؤكد أنه لم تفتك مشاهدة هذه التُّحفة المليئة بالرسائل المشفّرة. هذا المسلسل اعتمد على عدّة ثقافات و إيديولوجيات و ارتكز بشكل ظاهريّ على الديكور المسيحي، في بعض اللقطات و المعتقدات. المقال الـ104 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  _ الرواية في الأنيم مُقسّمة الى 37 حلقة، الشخصيات فيها محدّدة و غير مخفية. تبدأ القصة بسقوط كتاب من السّماء في ساحة الثانوية موسوم عليه «مذكرة الموت» ،حيث  لمحه شاب ذكيّ يُدعى ياغامي رايتو، و راح يتصفحه، احتفظ به، رغم أنه أخذها على أساس مزحة ليس الّا، و بعد مدّة قصيرة اكتشف ان المذكرة "سحريّة"، يمكنه من خلالها الحكم على ايّ كان بالموت بعد اربعين ثانية من كتابة اسمه و طريقة موته بالتفصيل. لم تسقط المذكرة عبثاً، بل اسقطته شخصية تُسمى ريوك، من العالم الآخر، وكانت حجة ريوك هي: الملل والرغبة في اللعب. كلُ من يستعمل مذكرة الموت يطلق عليه اسم " كيرا".  بعدها تسارعت الأحداث بعدما أصبح "كيرا" يكثّف من الضحايا بإسم العدل و الحق، فقد كان منطلقه نبيلاً: نشر العدل و القضاء على الجريمة في الأرض....

أخلاق العبيد، نيتشه والمغرب الأقصى

مفهوم أخلاق العبيد عند نيشته، المغرب الأقصى مثالا. مقال عماد الدين زناف. فريدريش نيتشه، حين صاغ مفهومه عن «أخلاق العبيد» في مُعظم كتبه، لم يكن يتحدث عن العبودية الملموسة بالمعنى الاجتماعي أو الاقتصادي، أو بمعنى تجارة الرّق. بل تحدّث عن أسلوب في التفكير نِتاجَ حِقدٍ دفين وخضوع داخلي يولد مع الأفراد والجماعة. إذ بيّن أن الضعفاء، العاجزين عن تأكيد قوتهم، اخترعوا أخلاقًا تُدين الأقوياء، فرفعوا من شأن التواضع والطاعة فوق ما تحتمله، حتى أنها كسرت حدود الذل والهوان. ومن هذا المنطلق يمكن رسم موازاة مع خضوع شعب المغرب الأقصى لنظام المخزن. إذ أنها سلطة شكّلت لعقود علاقة هرمية تكاد تكون مقدسة بين الحاكمين والمحكومين. وما يلفت النظر هو أنّ هذا الخضوع لم يُقبل فقط بدافع الخوف والريبة، بل تَمَّ استبطانه كفضيلة بل وعمل أخلاقيًا. فالطاعة أصبحت عندهم حكمة، والعبودية وَلاءً، والاعتماد على الغير، أيًّ كانت مساعيه في دولتهم عبارة عن صورة من صور الاستقرار. نيتشه قال «نعم للحياة»، لكنها استُبدلت بـ«لا» مقنّعة، إذ جرى تحويل العجز التام على تغيير الظروف إلى قيمة، وتحويل الذل إلى فضيلة الصبر، وعندما عبّر قائلا...