الأحد، 10 يناير 2021

المستاء طاعون متنقل



الاستياء.. يا لهُ من مرضٍ لعين!
المقال الـ 102 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف
_
كم عايشتُ في حياتي لحظاتٍ رأيتُ فيها المستاءين يستاؤون من كلّ شيء، يستاؤون من الهواء الذي لا يأبه ان هم كرهوهُ أم أحبّوهُ، لا يأبه الهواء ان مات المستاءُ ام عاش بعد او قبل استياءه، لا يحزّ في نفسه ان عاركه أو حاول امساكه، لا يملك مشاعراً ليتفهّم امتعاض الشاكي الدائم من الحياة.
الاستياء مرض، عندما يصبح المرء يرى في كل شيء مصدر استهزاء ومزحة، مصدر عداء كراهية، الاستياء يبدأ بالجهل، جهل بالآخر، جهل بالذات، جهل بالتاريخ والعلم والمحيط، الاستياء يأتي من التعصّب لشيء دون البحث عن ما يقوله الطرف الآخر، عن العيش بأفكار متعارف عليها عوض التحقق من ثبوتها، عن مايقوله المحيط والصديق والحبيب، وتصديقه تصديقاً أعمى.
الاستياء مصدره الاحباط المستمر، ذلك الاحباط النابع عن عدم محاولة ايجاد المتعة واللذة في الحياة، وتلك المتعة و اللذة لا مصدر خارجيّ لها، انما هي هاهنا (في القلب و العقل).
المستاء سمح للشيطان أن يفكّر عنه، وسمح للهوى أن يزجّ به في العدم، المستاء عدميّ يبحث عن الفضيلة المحبطة، تلك الفضيلة الذي ينتظر هطولها من السماء عوض العمل عليها، المستاء غير جذّاب لأنه مثل التفاح المسودّ الجافّ، اتعبه حقده على كل شيء، اخذ طاقته امتعاضه من حياة الآخر.
يا له من ماسوشيّ يجلد نفسه كل يوم، يجلد تاريخه، يجلد مستقبله، جلاّد بئيل مقوّس، لا حياة في عينيه سوى الانتقام الملتهب من كل ما في عمقه نفس وروح، وما في تاريخه أسطر.
ابتعد عنه، فهو كالوباء.. مُعدي.

#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق