دَولَة بني عمـّار #الكتامية الجزائرية في طرابلس #اللبنانيّة.
كان أبو طالب الحسن بن عمّار الكُتـامي، من كبار رجالات كُتامة الجزائريّة، ومن أبرز القضاة والحكّام الذين رافقوا الفاطميين في توسّعهم نحو المشرق. انتقل مع قومه من كتامة في الجزائر، إلى مصر ثم إلى طرابلس الشام، حيث تولّى القضاء والحكم فيها حتى وفاته في رجب سنة 464هـ.
أسّس بنو عمار — وهم سادة كتامة وشيوخها — حُكمًا دام نحو ثمانين سنة في طرابلس، خلال القرن الخامس الهجري، في ظلّ الدولة الفاطمية. ازدهرت المدينة في عهدهم، وصارت مركزًا للعلم والأدب، وكان لهم دار علم عظيمة تضمّ ما يزيد عن مائة ألف مجلد، يعمل فيها أكثر من مئة وثمانين ناسخًا وباحثًا، مهمّتهم نسخ الكتب وجمعها من مختلف البلدان.
كان أبو طالب بن عمّار عالمًا فقيهًا، سديد الرأي، كريمًا كثير الصدقات، واستقلّ بالحكم في طرابلس بعد وفاة الحاكم الفاطمي الذي سبقَه. وبعد وفاته، خلفه ابن أخيه جلال الملك أبو الحسن علي بن محمد بن عمّار، الذي توفّي سنة 492هـ، فتولّى الحكم بعده أخوه فخر الملك عمار بن محمد.
-ويُعدّ أبو طالب بن عمّار منشئ دار العلم بطرابلس، التي صارت رمزًا حضاريًا يُقارن ببيت الحكمة في بغداد، ثم جدّدها بعده جلال الملك بن عمّار. وقد ارتبط اسمه أيضًا بكتابٍ عُرف بعنوان «جراب الدولة»، في شؤون الاقتصاد وإدارة الدولة، وهو غير كتابٍ هزليّ يحمل الاسم نفسه ألّفه رجل آخر.
لقد كانت طرابلس في عهد بني عمار أشبه بمصباحٍ للعلم في المشرق، بفضل رجالٍ قدموا من كُتامة الجزائر، فحملوا معهم تقاليد الفاطميين وروح الحضارة التي جمعت بين الدين والعلم والسياسة والأدب.
_
يقول الدّكتور يحيى مراد في كتابه (تاريخ آل سلجوق)، مُتحدّثًا عن قبيلة كتامة: «عند قيام الدّولة الفاطميّة كان شيوخ هذه القبيلة ممّن لهم الصّدارة في مؤسّساتها الإداريّة والعسكريّة».
ويقول المقريزيّ في (المواعظ والاعتبار): «كانت قبيلة كتامة من أهمّ القبائل الّتي اعتمدت عليها الدّولة الفاطميّة مدّة خلافة المهديّ عبيد الله (...) وخلافة ابنه مَعدّ أبي تميم المعزّ لدين الله، وبهم أخذَ ديار مصر لمّا سيّرهم إليها مع القائد جوهر في سنة 358 للهجرة، وهم أيضًا كانوا أكابر مَن قدم معه من الغرب في سنة 362 للهجرة. (...) فلمّا كان في أيّام ولده العزيز بالله نزار، اصطنع الدّيلم والأتراك، وقدّمهم وجعلهم خاصته، وحطّ من قدر كتامة (...) وما زال ينقص قدرهم ويتلاشى أمرهم حتّى صاروا في زمن المستنصر من جملة الرّعيّة بعدما كانوا وجوه الدّولة وأكابر أهلها».
#عمادالدين_زناف #استرجع_تراثك #الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق