السبت، 31 مايو 2025

المفصل عن كنعان.. للمُكابر والفهمان




المُفصّل عن "كنعـانْ".. للمُكابِر و"الفَهْمـانْ".
مقال عماد الدين زناف.

من العيب أن يجهل شخصٌ ما في عصرنا، وإلى حدّ هذه الأسطر، من هو كنعان وإلى من يُنسب، بالرغم من أن هذه الشخصية التوراتية –الجدالية في حقيقة وجودها وفي النظرة إليها– هي حديث الساعة. فكل من يملك هاتفًا بسيطًا يستطيع معرفة أنه ابنُ حام بن نوح عليه السلام في دقيقة واحدة، وسيعلم سريعًا أيضًا أنه لا وجود لكنعان بن سام، باتفاق المؤرخين جميعًا، محقّقيهم وكذّابيهم، عدا شذوذات صاحب كتاب الإكليل وغيره –من المجاهيل–، الذي ساق أكثر من شخصية باسم "كنعان" في تاريخه، لكن رأيه مُهمَل ولا يُعتدّ به حتى بين أكثر النسّابة خلطًا في الأنساب. فالصحيح إذًا أن كنعان من حام، إذ لا علاقة له بالعرب لا بالبائدة ولا العاربة ولا المستعربة، لأنهم جميعًا من سام بن نوح كما سترون.

سيقول أحدكم: ولكنهم يردّدون في كل مكان أن "مازيغ من أبناء كنعان، وكنعان هو أب صيدون والفينيقيين أيضًا، والفينيقيون عرب قدماء، إذًا الأمازيغ أو البربر عرب قدمـاء". أقول: لا تجادل هذا الصنف من الحمقى، الذي لا يعرف أصلًا عن ماذا يتحدّث، فأصحاب هذه الردود لا يعرفون كنعان ابن مَن، هؤلاء لا يزالون يعتقدون أن هناك شخصًا اسمه "كنعان بن سام"، بذلك لا يعلمون سبب حقد اليهو.د "الساميين" على الكنعانيين "الحاميين"، وإذا عرفوا ذلك أخيرًا.. صُدموا وصُعقوا، فمنهم من يُكابر بعد الصدمة كنوع من الاضطراب، لأن التراجع هنا يسبب لهم انهيارًا نفسيًا، ومنهم من سيصمت عن قضايا التاريخ ويقفز كالعصفور ليفتح بابًا جديدًا في "معاركه الدنكيشوتية"، أين لا يمكن أن يُفضح فيها بسهولة مثل قضايا "التاريخ".. أقول التاريخ بتحفّظ شديد طبعًا.
وقد قرأت، وما زلت من حين إلى آخر أقرأ لأحد هؤلاء النشطاء العروبيين المتشنّجين الدوغمائيين، في دولة خليجية، أنه يخجل من كلام هؤلاء العروبيين الذين يظنون أنهم يخدمون قضيتهم بتعريب كنعان، ويتصايح صباحَ مساء ليفهمهم أن العرب ليست من كنعان، ولا كنعان منهم، وأن كلامًا كهذا هو إلى الكفر أقرب! بل ووجب عليهم (بحسبته) أن يحقدوا على كنعان وذرّيته (أحفاد مازيغ وصيدون الفينيقيين)، ليؤازروا بذلك (بشكل مباشر أو غير مباشر) حقد اليهو.د عليهم، وذلك لأسباب توراتية سأدرجها لكم.. وكم ستصدمون منها.
عندما نريد أن نعرف من كنعان، فليس لنا إلا مرجع أساسي واحد، وهو العهد القديم، فمنه استقت العرب واليهود والنصارى وغيرهم من الملل، إذ لا مخطوط ولا نقيشة له أو عليه، ولا إشارة عنه في ميادين الأركيولوجيا جميعًا، وأن كل ما قيل في كتب التاريخ أساسه التوراة، فماذا قالت التوراة؟
نبدأ بالأساس، في سفر التكوين 9:18: "وَكَانَ بَنُو نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ الْفُلْكِ سَامًا وَحَامًا وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ أَبُو كَنْعَانَ." وهنا أيضًا 10:6: "وَبَنُو حَامٍ: كُوشُ وَمِصْرَايِمُ وَفُوطُ وَكَنْعَانُ."، فكما نرى، هذا النص يفصّل أسماء أبناء نوح عليه السلام، ويوضّح أن كنعان ابن حام، وكنعان والد صيدون أبو الفينيقيين جميعًا: "وَكَنْعَانُ وَلَدَ: صِيدُونَ بِكْرَهُ، وَحِثًّا"، ولا علاقة له بسام "أب العرب وغيرهم من الذين ألحقوا أنفسهم بسام". إن سفر التكوين ذاته، يبيّن في 9:22 أن سبب الخصومة بين أحفاد سام مع أحفاد أخيه حام، هو لعن سيدنا نوح لحام عندما اكتشف أنه قد نظر في عورته (أعتذر على ذكر هذا، لكن هكذا يقولون)، بذلك طالت لعنة نوح حام وذريّته جمعاء حسبهم، أي أبناء كنعان: "فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجًا." ثم حُكم على كنعان هذا جرّاء هذه اللعنة أن يكون عبدًا للساميين إلى الأبد، والمقصود بهم "اليهو.د" في هذا السياق: "فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ! عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ»" وهنا كذلك: "وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ»".
وهذا الكلام، إذا فُهم على سياقه دون سفسطة السفسطائيين الجدد، فإن أرض كنعان التي تقابل "فلسطين وباقي الشام اليوم" حسب المؤرخين، لا يراها اليهو.د أرضًا أصيلة للكنعانيين أحفاد حام، بل يرون أن الكنعانيين من إفريقيا، أما إذا بقوا معهم، فلكي يكونوا خدمًا لهم لا غير، (وفي سياق آخر، يرون أن سمرة بشرة الأفارقة أحفاد حام حدثت من جرّاء لعنة أبيه)، وبهذا وجب أن يُطردوا من فلسطين لتكون كلها لهم، أي "لليهو.د" الساميين أحباب سيدنا نوح. وفي هذا السياق يُنازع في هذه الأرض (فلسطين والشام) العرب، ويقولون إنهم أسبق إليها، لأنهم بحسب الرواية التوراتية ذاتها ساميون أيضًا، إذًا لهم نصيبهم الوافر من الشام، وأن اليهو.د هم الملعونون الذين وجب ألا تكون لهم أرض يستوطنون فيها.. الشيء الذي يجعل اليهو.د ينسبون العرب الذين في فلسطين وكل الشاميين إلى كنعان، وجعلوهم دون وعي يرددون أنهم من كنعان، وروّجوا لمفهوم الفينيقية من جديد وضرورة الاعتزاز بها، لكي يُنسَبوا مباشرةً وبضربة واحدة إلى حام كي تطالهم اللعنة.. فإما الطرد إلى إفريقيا أو البقاء كعبيد. وهذا ما "استفاق" له أخونا الذي يسكن في عُمان الشقيق، وجعل يتصارخ بقوّة "أن الفينيقية مشروع يهودي بامتياز"، وهو محق في هذا.
الآن إلى النقطة المفصلية، فبعد أن أوضحت لكم نظرتهم في المدعو "كنعان" وقضية لعنة حام ومحبة سام، فهناك من فهم هذا جيدًا من سكان شمال إفريقيا، لأنه استرق السمع والبصر في معتقدات التوراتيين، فعوض أن يقول بأنها روايات توراتية لا مصداقية لها البتّة، راح يُصدّق بها ويستعرّ من "كنعان" ومن "حام" ليلتصق بالعرب وسام، وجعل نفسه عربيًا بالقوّة، حتى لو كان عربيًا لِحاقًا (أي بالانتساب القديم) لا أصالةً (بالنسب المتصل)، وجعل العرق العربي من أركان الإسلام حتى يحميه بشكل أكبر، أو تجد من راح ينسب كنعان وأبناءه برمّتهم إلى سام، لكي لا تطاله اللعنة التوراتية فحسب، ولكي تكون له قرابة عرقية كما هي دينية وسياسية مع الفلسطينيين، وهذا إذا أحسنّا الظن به. وبين هذا وذاك، لا أحد يتكلم بالقرآن ولا السنّة التي وجب أن نتشبث بهما.

▪️قل إنك من مازيغ بن كنعان، إن كنت كذلك، أو قل إنك من حام، وأتبعه بـ ”إذا صدق هذا النسب عند الله“.. ولا تبالي بأي جهول.

إن الله قد أراح المسلمين من كل هذا الجدال، وأراحهم بأن جعلهم لا يتحمّلون عبء الأولين كذلك حتى لو كانوا آباءً لهم، هذا إن صحت تلك اللعنات التي يروّج لها العبرانيون، حيث قال ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ الأنعام: 164 وقال سبحانه ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ البقرة: 134 ويقول سبحانه أيضًا ﴿مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ [الإسراء: 15]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإسلامُ يجبُّ ما قبلَهُ، والتَّوبةُ تجبُّ ما قبلَها) لما ألقى الله عز وجل في قلبي الإسلام، قال: أتيتُ النبي ﷺ ليُبايعني، فبسط يده إليّ، فقلت: لا أبايعك يا رسول الله حتى تغفر لي ما تقدَّم من ذنبي، قال: فقال لي رسول الله ﷺ: يا عمرو، أما علمتَ أنَّ الهجرةَ تجبُّ ما قبلَها من الذنوب، يا عمرو، أما علمتَ أنَّ الإسلامَ يجبُّ ما كان قبلَه من الذنوب. الراوي: عمرو بن العاص. ويجبّ ما قبله أي يمحيه كله، ولا يُحاسب المرء على دين أجداده، ولا تطاله أي لعنة لأن الله لا يظلم عباده.

أخيرًا، السلام عليكم.

#عمادالدين_زناف #الجزائر

الجمعة، 30 مايو 2025

الرد العلمي على ناكر أصل مازيغ الإفريقي




الرّد العلميّ.. على ناكر أصل مازيغ الإفريقيّ
مقال عماد الدين زناف.

ملاحظة سريعة: من يرى أن هذه المواضيع لا تروقه وأن الناس قد صعدوا إلى القمر وأنكم مازلتم في الأرض، عليه أن يتجاوز هذا المقال الآن دون أن يُتعب نفسه، أو أن يضع لنا اختراعاته أو مؤلفاته في العلوم والفلسفة.
_
قرأت مقالة لأحدهم، لا أريد ذكر اسمه حتى لا تصبح القضية شخصيّة، معروف عنه التعصّب لقبيلته وعرقه – لا مشكلة في ذلك – إذ هو يتّفق معنا في كثيرٍ من الأشياء، على رأسها أن مازيغ هو ابن كنعان بن حام، وأن الفينيقيين من حام أيضًا، يعني بذلك أنهم ليسوا عربًا لأن العرب جميعهم من سام. وهو يقرّ بأن أمازيغ ومازيغ هو الاسم الصحيح لهذا القوم، وأنهم ليسوا عربًا قدماء، لا الأمازيغ ولا الفينيقيون، ونحن نقرّ له حبه لثقافته العربية وأن نسبه يعود إلى أعرق هذه القبائل، ونضيف على ذلك أننا نحبهم، وأن كل العرب أهل جود وكرم إلا من شذّ، كما لا نقرّ في الآن ذاته أي نبرة تعالٍ من أي طرف على الآخر باسم العرق، إذ يقول المصطفى إنه لا فضل بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى.
موضوع هذه المقالة هو مناقشة الطرح "الذي سمّاه علميًا" وقد جاء ليتحدّى به الأمازيغ - على حد تعبيره -، وهو أن ينكروا "الحقيقة العلمية" أنهم جاءوا من فلسطين مع شخص يدعى إفريقش إلى شمال إفريقيا مع قبائلَ يمنيّة، وهم بذلك ليسوا أفارقةً أصليين.
رغم التقدّم الكبير في موضوع أصل الأمازيغ والفينيقيين، إذ قطعنا شوطًا كبيرًا نحو القول العلميّ بهذا الخصوص، مع تحرير واضح لمحلّ النزاع الحقيقيّ، واقترابنا من نقاط التوافق التي تجعلنا نعيش بذكاء تحت قبّة الوطن الواحد والإسلام الموحّد، إلا أن الرواسب القديمة لا تزال عصيّة على الاقتلاع عندَ هؤلاء، فهم يرونَ أن شمال إفريقيا لا يمكنها – ولا يجب – أن تكون مهدًا لشعب قائم بذاته، حتى لو أقرّوا أنهم ليسوا منه نسبًا، لأن هذه الحقيقة العلميّة تجعلهم يظنون أنهم ضيوف عليها، فيشعرون بشيء من النقص، والحقيقة التي نطبق نحن وهم عليها أن كل بني آدم ضيوف في هذه الأرض، في القارات الخمس التي نعلمها.
وللرد على هذه النكت اللطيفة التي جاء بها، عليّ أن آخذ من نصه أسطرًا لأناقش ما جاء فيها بشفافية.
يقول (ستكونون أمام حقيقة علمية كبيرة، وهي أن أصلكم من فلسطين، وهذا ينسف مقولة السكان (الأصليين لشمالي أفريقيا) فكيف يكون جدكم كنعان من أصول فلسطينية، ويكون ابنه مازيغ من أصول أفريقية؟).
الإجابة: في مقالك ادّعيتَ أنك ستتكلّم بعلمٍ، لذلك سألزمك بما ألزمت به نفسك، أين هو الدليل الأركيولوجيّ الحسّي، أو من القرآن والسنة، الذي يثبت أن كنعان قد وُلدَ وكبر في فلسطين أصلًا؟ أو أن حام قد وُلد في آسيا أصلًا، أو أن سيدنا نوح عليه السلام قد وُلد في آسيا أصلًا، وأكثر من ذلك، أين الدليل أن سيدنا آدم قد نزل في آسيا (الهند كما يُشاع)؟
الآن نحن أمام مُعضلة، أنت تبني نظريّة علميّة من لا شيء وتجعلها حجّة في الحوار، من قال لك إننا نُسلّم أصلًا على نظريّتك الأولى حتى تجعلها سلطة معرفية؟

بل إننا نقول كما يقول علماء الأرض جميعًا إن انبثاق البشرية جمعاء انطلق من إفريقيا، فصل من شمال إفريقيا وفصل من جنوب شرق إفريقيا، وهنا ستجد التفاصيل حول هذا https://www.facebook.com/share/p/1LV29WvcKu
والأصول شمال إفريقيّة من هنا https://www.facebook.com/share/p/1EFk8YR9M6
وقبل أن تقفز وتقول إنني مع نظرية وجود إنسان قبل آدم، لا، أنا لا أؤمن بهذا، بل أدرج كل ما قيل علميًا مع الدين وأقول إن آدم وباقي البشر انطلقوا من قارة إفريقيا، ومنهم كذلك سيدنا نوح وذريته، تقول لي ما دليلك؟ أقول لك الدليل ما قدمه العلماء من أبحاث، المطالب بالأدلة البديلة هو أنت.
لذلك، بما أنه لا يُعرف مكان ولادة كنعان بن حام، وبما أننا نعرف أن أصل البشرية من إفريقيا، إذاً المرجّح أنه من إفريقيا ورحل إلى فلسطين وسكن بها.
تريد أدلة أخرى؟ حام ولد مصرايم وكوش، الحضارة المصرية والنوبية، أليسا أقدم نظام ملكي فوق الأرض وهم من إفريقيا؟
انتظر لحظة، أليست نقوش طاسيلي ناجر في صحراء الجزائر شاهدة على وجود بشريّ قبل أكثر من عشرة آلاف سنة قبل الميلاد؟ لا بل سأعود بك لأكثر من ذلك، ألم تثبت الأبحاث أن الثقافة العاترية والقبصية والوهرانية سبقت كل هؤلاء، التي قد تعود إلى أكثر من مئة ألف سنة قبل الميلاد..
أم أنك لا تصدق بالعلم وتُصدّق بما قاله الهمداني في سطرين عن إفريقش هذا دون أي دليل، في كتابه الإكليل؟
هل تعلم أن الهمداني صدّر فقرته "بيقال والله أعلم".. أم أنك لم تكن تعلم؟ (إذ يتّبعون إلا الظن)!
الدليل https://www.facebook.com/photo/?fbid=1296220189171869&set=pcb.1296220385838516
ثم تقول (فإذا كنتم من أصول أفريقية فهذا يعني أنكم لستم من مازيغ بن كنعان الذي أصوله فلسطينية، وعليه فإذا قلتم إنكم لستم أبناء مازيغ بن كنعان الفلسطيني، فإنكم ستخسرون الدليل التاريخي الوحيد الذي يجعل جدكم مازيغ مذكورًا منذ قرون، وبذلك تسقطون في مقولة (الأمازيغية جديدة وظهرت منذ قرنين))،
الإجابة: أوّلًا أصِّل ما "إفريقيا"؟ إذا كنت تقصد بها أنهم السود حصرا فأنت واهم ولا تعرف أصول المصطلحات والأسماء.
أولًا إفريقيـّة كان يُقصد بها شمال شرق القارة فقط، أي غرب ليبيا وتونس وشرق الجزائر، وبدأت التسمية مع الرومان، وأصل الكلمة باتفاق علماء اللسانيات هو من "إفري" أي الكهف، ومنها "آث إفرن" التلمسانيين، أو "أفرو" آلهة النوميد القدماء.
وأظنّك تعلم أيضًا أن الاسم الحقيقي للقارة هو "ليبيا" وليس "إفريقيا"، لأنها نسبة حديثة جدًا في اشتمالها لكل القارة.
ثم تعال، لأنك احتججت بابن حزم وجعلته مصدرًا معتبرًا، أليس هو الذي قال، في كتابه جمهرة أنساب العرب، الصفحة 495، "أن البربر من حام، وأنه قد ادّعى طائفة منهم أنهم من حمير، وكل ذلك باطل لا شك فيه، ولا كان لحمير طريق إلى بلاد البربر إلا في تكاذيب مؤرخي اليمن" (الذين تجعلهم حجة علمية!!)
المصدر: https://www.facebook.com/photo/?fbid=1286025780191310&set=pcb.1286026150191273
بهذا تسقط حجتك أننا من فلسطين أو من اليمن، دون إقامة أي اعتبار لمن سميته إفريقش لأننا نتكلم هنا عن شخصية وهمية نترفّع عن الإطالة فيها.
قولك (قلتم كما نقول نحن أن الأمازيغية قديمة وهي نسبة إلى مازيغ بن كنعان، فيجب أن تعترفوا بأن أصولكم كنعانية من فلسطين، وأنكم انتقلتم إلى أفريقيا ولستم أول من سكنها).
الإجابة: علميًا، حدث العكس، انتقل الأفارقة إلى آسيا، وأن ابن حزم ينفي الرحلة العكسية من آسيا إلى إفريقيا، كما سلف الذكر. انتهى.
تقول (يجب أن تعترفوا بأنّكم أنتم والفينيقيين لستم من الحميريين العرب القحطانيين الذين جاؤوا مع أفريقش من اليمن، وأنكم من الفلسطينيين الذين حين وصل أفريقش إلى بلاد الشام وجدهم منكسرين بعد أن هزمهم يوشع بن نون عليه السلام، وهو خليفة موسى الذي دخل ببني إسرائيل أريحا وفلسطين وطرد الكنعانيين. وكلام ابن خلدون وابن حزم واضح في هذا، قال ابن خلدون في العبر: (قال ابن حزم هو أفريقش بن قيس بن صيفي أخو الحارث الرائش، وهو الّذي ذهب بقبائل العرب إلى إفريقية، وبه سميت. وساق البربر إليها من أرض كنعان، مرّ بها عندما غلبهم يوشع وقتلهم، فاحتمل الفلّ منهم، وساقهم إلى إفريقية).
الإجابة: لا يجب على من يدّعي الكلام بعلم أن يبتر النصوص وهو يعلم أن المؤرخين والنسابة يسوقون ما قيل ثم إما يعمدون إلى إثباته أو نفيه، وفي هذه الحالة، أنت وأنا أصبحنا نعلم أن ابن حزم ساق هذا الخبر ثم كذّبه، كذلك فعل ابن خلدون، الذي قال إن كل هذا عبارة عن أخبار واهية من الأساطير، فلمَ أخفيتَ هذا وتركت الجزء الذي يوهم أنه هو صلب كلامهم؟
وإليك الدليل:
ابن حزم https://www.facebook.com/photo/?fbid=1296220232505198&set=pcb.1296220385838516
نفي ابن خلدون لهذه الأساطير:
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1296220262505195&set=pcb.1296220385838516
وهنا https://www.facebook.com/photo/?fbid=1296220315838523&set=pcb.1296220385838516
وهنا https://www.facebook.com/photo/?fbid=1296220345838520&set=pcb.1296220385838516
وأخيرًا تقول:
(وعليه، فالذين دخلوا مع أفريقش عرقان: عرق عربي خرج مع أفريقش من اليمن وهو من حمير. وعرق كنعاني من كنعان جد الفينيقيين والمازيغ، وجدهم أفريقش في الشام في طريقه إلى أفريقيا، وقد خسروا الحرب مع يوشع بن نون، وفيه دليل أن الشعب الفينيقي المازيغي دخل أفريقيا مع أفريقش في زمن يوشع ويوشع كان مع موسى عليه السلام ثم خلفه، وهو موجود 1300 سنة تقريبًا قبل الميلاد.. فإذا سلّمتم لنا بهذا، ولا يمكنكم إلا أن تسلّموا، فهذا يعني وبعيدًا عن الخرافات، أنّ دخولكم إلى أفريقيا كان مع أفريقش العربي، وبالتالي تسقط عبارة (السكان الأصليين) لأنكم دخلتم مع أفريقش وقبائل اليمن في زمن واحد.. وعليه، فمن دخل مع أفريقش من السكان الأوائل في أفريقيا هم: قبائل حمير اليمنية العربية. وقبائل كنعان التي تفرعت إلى فرعين، فرع مازيغي وفرع فينيقي.. إنّ هذه المعطيات العلمية تعيد تركيب الصورة بطريقة مغايرة..)
أولًا لا نسلّم لك بأن إفريقش شخصية حقيقية دون دليل أركيولوجي علمي ساحق ماحق، لذلك فنحن نردّه بضربة واحدة، كما نفى ابن حزم أي رحلة حميرية إلى شمال إفريقيا.
لذلك ما جئت به بعد هذا لا نسلّم به تمامًا بل ونضحك عليه حدّ القهقهة في بعض الأحيان.
أما قولك إن كنعان تفرّق منه بنو مازيغ والفينيقيين فلا إشكال عندنا، وكلاهما من قارة إفريقيا الأم، ونعتقد أن رحلات الإنسان الإفريقي كانت قديمة كفاية ليستقر بآسيا وتصبح له مسكنًا ومنبعًا لحضارة مستقلة عن أمه، هذا كما يقول العلم، حتى إذا لم يثبت أصلًا وجود شخص اسمه كنعان سوى في العهد القديم الذي لا أدري إن كنت تُصدّق بما فيه أو تكفر به..
لكننا لا نعسّر عليكم الأمر..
وقولك إنها معطيات علمية في آخر كلامك يجعلنا نفكّر مليًا في ماهية العلم عندكم؟

لست أنكر أن المصدر النقلي من مصادر المعرفة الثلاثة بعد المصدر الحسي والعقلي، لكن المصدر النقلي إذا لم يكن خبرًا صادقًا كما اتفق عليه المسلمون مثل (القرآن والسنة) يصبح في صنف الرواية والقصة..
ما الفرق بين قصة إفريقش والإلياذة والأوديسة؟
لربما تؤمنون بزيوس أيضًا؟
وفي الأخير، السلام عليكم.

#عمادالدين_زناف #الجزائر

الأربعاء، 7 مايو 2025

القواعد الأصولية في إباحة أكاذيب المرويات




القواعد الأصولية في إباحة أكاذيب المرويات التاريخية.
مقال عماد الدين زناف، مرفق بالمراجع.

هل نسأل لمَ يصدّق الناس أساطير أصول البربر أنهم من اليمن؟ وأن التبابعة بلغوا الصين وأسسوها.. وأن افريقش شخصية حقيقية؟ -أم نسأل أولا كيف تساهل العلماء مع الروايات التاريخية ما لم تمسّ المقدّسات الدينيّة، القرآن والحديث؟ 
الباحث الحقيقي لا يلوم الناس، بل يلوم ما هو سلطة معرفية على هؤلاء الناس. 
إذا، كيفَ أصّلوا لذلك حتى صارت الأساطير جزءًا من المقدسات في التاريخ، التاريخ كعلم، وكذا هي تهزم العلم المجرّد كذلك.   

الرواية كنوع أدبي تبتلع عديد التخصصات في قالبٍ واحد، فالروائي أو القاص يعتمدُ الشعر  والحكم الشعبية والفانتازيا والدين وشيء من العلم وشيء من القيل والقال لصناعة تركيبة مُجملة تهدف إلى غايات تختلف من مؤلف إلى آخر، فقد يكون الهدف في حدود الرواية فقط، أي للمتعة الخيالية، وقد تتعدى ذلك إلى صناعة رواية عِرقية ووطنية وقومية لهدفٍ سياسيّ توسّعي "امبرياليّ". 
أما التاريخ فلا يُمكن أن يكون ضمن الرواية، حتى وإن كان المؤرخ في نهاية المطاف هو عبارة عن راوٍ، لكنه لا يروي بهدف الرواية، ولا يسمى روائيًا بالمفهوم الأدبي، لأن كاتب التاريخ حصر نفسه في علم قائمٍ بذاته، يخضع لضوابط. إذ أن المؤرخ مُلزمٌ بإثبات ما ينقله، ملزم بالإستناد على ما قرّره كبار المؤرخين الذين لاقاهم المجتمع العلمي بالقبول، ملزم بأن لا يتجاوز آخر مقررات العلم الأركيولوجي، وعديد الإلزامات التي تخرج عمله من مجال الرواية والقصة، إلى عمل علمي محض. ونحن نعلم أن هذه الشروط، لم تكن متوفّرة في القرون الماضية، بل وحتى ما كان متوفّرًا لم يكن مُحترمًا لأن الضوابط العلميّة لم تكن محلّ إجماع، فعلم التاريخ كان يعتمد في أغلبه على موثوقيّة معارف المؤرّخ ذاته، أي أن التاريخ رهن تعديل العلماء للشخص، والأخذ منه، أو تجريحه والإلجام عنه، ديـنًا ومعرفةً.  
بالتالي، فإن عملية التأريخ إلى وقتٍ قريب جدًا، كانت رهن موثوقيّة الشخص لا العلم بذاته، وهذا الشيء في ظرفنا الحالي، أصبحَ محلّ مراجعة، لأن عديد المؤرخين السابقين عرفوا بالموثوقية وحسن الديانة والسيرة والسلوك، لكنهم تناقضوا في سردهم لتاريخ شيءٍ أو أشياءٍ معيّنة، ومن غير المعقول أن يكونَ جميعهم محقّين وهم متناقضون في سرد الأحداث، فالتصويب هنا وجب أن يتجرّد عنهم جميعًا دون الطعن في ذاتهم، لأننا كما أسلفنا الذكر، "حسن السيرة" تزيح عنهم أسلوب "الكذب العمدي" والله يعلم ما في الصدور. 
حسنًا، بعد هذه المقدمة الطويلة، هل كل ما بلغنا من المؤرخين صحيح؟ لا، وبشهادة المؤرخين أنفسهم، وسأدرج بعض المراجع في هذا الصدد، ذلك أن التاريخ عكس القرآن والحديث والفقه، كان وما زال فيه باب واسع "للتمادي" في السّرد إذا لم يكن باسم المقدّس، ويحتمل –كما قلت- كل الموروث الإنساني – صحيحه وسقيمه-. 

في كتاب "مناهج المحدّثين في نقد الروايات التاريخية للقرون الهجرية الثلاثة الأولى"، يقول المؤلف، "يعد المؤرخ رشيد الدين فضل الدين الهمذاني أن التساهل لابد منه في الرواية التاريخية وإلا لا يمكن لأي مؤرخ كتابة تــاريخ أي أمة مهما كان هذا التاريخ". يقول "لو ذهب المؤرخ إلى وجوب أن يكون كل ما يكتبه مقطوعًا بصحّته فإنه لا يستطيع أن يكتب تاريخ أمّة". وأدرج "لأن أكثر ما ينقل إليه إنما يكون لغير المتواتر من الأخبار". هنا لا أعتقد أن حديثه يحتاج شرحًا، باختصار، يقول أن المؤرخ الذي يلتزم شروط الصحة لن يجد الكثير ليكتبه.  ثم يسهب قائلا "ويذكر الخطيب عن بعض أهل العلم أن الخبر إذا ورد ولم يحرّم حلالا ولم يحلّ حراما ولم يوجب حُكمًا وكان في ترغيب أو ترهيب أو تشديد أو ترخيص وجبَ الإغماض عنه والتساهل في روايته، وهذا الأمر يكاد يكون موضع إجمــــاع من لدنّ جميع أهل العلم،" " وبما أن الروايات والأخبار التاريخية في غالبها لا تتعلق بالعقيدة أو الشريعة، نرى أن أئمة الحديث والتاريخ تســـاهلوا في أسانيدها، ورووا منها ما كان في إسنادها انقطاع أو ارسال، كمـا رووا عن بعض المتّهمين عندَ علماء الحديث". فالواضح أننا نرى أن الأئمة تساهلوا في روايات المطعون في دينهم، وحديث حالي يقول.. كيف يمكن أن نثق في قصص من لم يتورّع في أقدس مقدّس وهو الدين؟ فإذا لم يخشى الله في دينه، فهل سيتورّع في التاريخ؟ غريب جدًا بل وصادم.
يقول "فالأئة الثقات من المؤرخين كمحمد ابن اسحق والخليفة بن خياط وابن سعد والطبري وابن كثير نجدهم يروون كثيرًا من الأخبــار المُرسلة والمنقطعة". المرسل هو الشيء الذي يبلغ بلا سند ولا استماع من شخص بعينه، والمنقطع هو الذي يكون فلا عن فلان ويقف عند فلان ولا يصل بسنده (رجل عن رجل) إلى الأصل، أي المحدّث الأول به. 
في الكتاب الثاني "السيرة النبويّة الصحيحة، محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية".  يقول "ضرورة المرونة في تطبيق قواعد المحدثين في نطاق التاريخ الإسلامي العام. يقول، لا شك أن اشتراط الصحة الحديثية في كل رواية تاريخية نريد قبولها فيهِ تعسّف، لأن ما تنطبق عليه هذه الشروط لا يكفي لتغطية عصور مختلفة للتاريخ الإسلامي، مما يولد فجوات في تاريخنا". أي إذا اشترطنا الأمور الصحيحة فقط، بقي في التاريخ فجوات وفراعات كبيرة" يعني يجوز سدّها بالكذب. 
ويقول " وإذا قارنا ذلك بتواريخ العالم فإنها كثيرا ما تعتمد على روايات مفرغة أو مؤرخين مجهولين". مثل الإليادة.. فعلمائهم وكثير من علمائنا يرخصون هذا. يكمل" بالإضافة إلى ذلك فهي مليئة بالفجوات، لذلك يكفي في الفترات اللاحقة التوثق من عدالة المؤرخ و ضبطه لقبول ما يسجّله مع استخدام قواعد النقد الحديثة في الترجيح عند التعارض بين المؤرخين."
في الكتاب الثالث "صحيح تاريخ الطبري" يقول " أولا، أما اشتراط الصحة الحديثيّة في قبول أخبار تاريخية التي لا تمس العقيدة والشريعة ففيه تعسف كثير". ويقول "والخطر الناجم عنه كبير، لأن الروايات التاريخية التي دونها أسلافنا المؤرخون لم تعامل معاملة الأحاديث بل تم التساهل فيها، وإذا رفضنا منهجهم فإن الحلقات الفارغة في تاريخنا ستشكل هوّة سحيقة بيننا وبين ماضينا ما يولّد الحيرة والضياع والتمزّق والانقطاع". هل يحتاج هذا شرحًا؟ لا. 
الكتاب الرابع " مجلّة جـامعة الشارقة، دورية علمية محكمة للعلوم الشرعية والقانونية". يقول المؤلف " تســـاهل المحدثين في رواية الأخبار التاريخيّة وضابطه، يذهب الكثير من الكتاب والباحثين والوعاظ والدعاة إلى أن من نهج المحدثين التساهل في رواية أخبار السيرة وسائر الأخبار التاريخية وهدا معلوم، لكنه منضبط بضابط مهم وهو ألا يندرج تحتها أحكام شرعية أو قضايا عقديّة أو ما يتعلق في الكلام في الصحابة وعدالتهم".    إلى حد الآن، نرى أنهم جميعا يبيحون الكذب ما لم يكن ذلك في الدين. يقول فيما معناه أن قبول رواية المؤرخ تكون في حال لم يتم تجريحه والكلام عن عدالته، والحقيقة أن هذا المؤلف قد وقع في الوهم، لأن حتى المطعون في عدالته قبلوا رواياته لأنها لا تمس الدين. 
الكتاب الخامس "معالم منهج المحدثين في التعامل مع الروايات التاريخية" عند عماد الدين خليل.
يقول " ولهذا نرى فرقا واضحا في تطبيق قواعد النقد بين الحديث والروايات التاريخية، فاشتراط الصحة الحديثيّة في قبول أخبار تاريخيّة التي لا تمس العقيدة والشريعة في ذلك تعسّف كبير ، والخطر الناجم عنه كبير، لأن الروايات التاريخية التي دونها عماد الدين خليل وحذّر من خطورة الأخد بالطعن الصادر عليها بسبب التشيّع أو التمذهب دون الرجوع إلى أهل الحديث لتنقيح تاريخنا من الدسائس والسموم وسيل الروايات الموضوعة الصادرة عن أهل البدع والشهوات والحاقدين على الإسلام. أما سوى ذلك من الأحداث فيمكن التساهل فيـــــها في جمعه بشرط عدم التناقض."
الكتاب السادس " الإسناد وأهميته في نقد مرويات التاريخ الإسلامي"   لعبد الله خلف الحمد، يقول " وينبغي ألا يتبادر على الذهن أننا حينما نؤكد على المرونة في التعامل مع مرويات التاريخ الإسلامي أننا نريد أن نداري الانحرافات التي وقع بها بعض أفراد أو قادة المسلمين أو نتلمس المعاذير الواهية في تبريرها، مـا ينبغي للمؤرخ المسلم أن يفعل ذلك، فالتاريخ أمانة وشهادة  تؤدى لا يؤثر على آدائها حب أو كره".  "كما أننا حينما نشير إلى قبول الرواية فإن هذا لا يعني الرواية عن المعروفين بالكذب وساقطي العدالة، وإنما نقصد بالتساهل إمرار أو قبول رواية من ضعف ضبطه بسبب الغفلة أو كثرة الغلط والتغيير والاختلاط."
هكذا كما قرأتم، عندما يُعرف السبب يبطل العجب، فهذه المؤسسة التي ساهمت في تمرير الخيال والأسطورة لسد ما يسمونه فجوات وفراغات تاريخية، هو سبب ما نعيشه اليوم من تراشق وفتن، لأن المؤدلجين يستطيعون القسم بوضع يدهم فوق كتب التاريخ تلك بكل ثقة، عوض القسم بكتاب الله.. ذلك أن بعض العلماء –سامحهم الله- هم من ساهموا في انتشار هؤلاء النابتة المقبّحين. 

#عمادالدين_زناف