التخطي إلى المحتوى الرئيسي

زناتة.. قلب المغرب الأوسط


زْنَــاتَة.. القلب النابض للمغرب الأوسط {الجَزَائِر}
قائد جزائري بايع سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه!

 من كتاب: زناتة والخلافة الفاطمية.

قدّم لنا الدكتور المصري سُنوسي يوسف إبراهيم، من جامعة عين شمس المصرية، سنة 2018، كتابًا تأريخيا وتاريخيا غارقًا في الدّقة  متوسّعًا في المراجع الثقيلة تاريخيًا، عن قبيلة زناتة وأي قبيلة، فالحديث عنها يفيض في كتب التاريخ، من ابن حويقل إلى ابن خلدون وابن حزم والإدريسي والعشرات غيرهم صدّر بهم كتابه.
أخذ الكتاب حيزًا كبيرا في التعريف بالمغرب من طرابلس إلى سجلماسة، وقام بتفكيك شعوبه بشكل ماتع ودقيق، ثم تطرق إلى بطور زناتة وكيف تعاملت في صراعها مع الفاطميين قبيلة كتامة الصنهاجيين.    سوف أجمع لكم في هذا المقال نقاط مهمة شدّتني وصدمتني بعضها، وهذا عن طريق مطّات غير مملة فأكمل هذا النص إلى آخره.  

تنويه: كل النقاط التي سأذكرها ستجدون مصادرها بالصفحة في التعليقات أسفل هذا المنشور، وهذا للأمانة العلمية.

أولاً:  أصل زناتة:

🔸«لم ينسب نسابة زناتة أنفسهم إلى العرب إلا في فترة متأخرة جدًا، وإن من كتب من المؤرخون عن أن زناتة من أصل عربي كان ذلك بعد الغزوة الهلالية بالمغرب الاسلامي» يقول الكاتب.
🔸«زناتة أُعجبوا بالدخول للنسب العربي وترفّعوا عن نسبهم البربري، لأن النسب البربري أصبح يُذعن الخضوع والغرائم» يقول الكاتب.
🔸ينقل الكاتب عن ابن خلدون «ان اسم البربر أصبح مختصا بأهل المغارم، فأنَفَ منه زناتة فرارا من الهضيمة. كما نسبت صنهاجة نفسها إلى حِمير اليمنية لنفس السبب».   أي أن  إلحاق أنفسهم بالعرب كان يخلصّهم من التمييز والغريمة.
🔸 «كان يستنكر الحاكم زناتي من بني عبد الواد الانتساب إلى العرب، بعد أن شاع ذلك.» يقول الكاتب 
🔸 يقول إن كتابات ابن خلدون لا تخلوا من الغموض والاضطراب، وهو غير ملام لكثرة ترحال القبائل.
🔸إن زناتة من أحفاد بتر، أما صنهاجة وكتامة فهم من أحفاد برنس، بتر وبرنس من البربر ومن حد واحد، اختلف النسابون في أصلهم ولم يبلغ أحدهم اليقين الكامل، وانتهى ابن خلدون بقول أن زناتة من أهل هذه البلاد {المغرب الأوسط} منذ القدم، وأنهم فرع بربري منعزل عن البربر الآخرين.
_
ثانيا: زنـاتة هي المغرب الأوسط. {مغرب زناتة}

🔸 إن المغرب الأوسط هو ديار زناتة، وكانت تسمى «مغرب زناتة», يقول الكاتب.
🔸 «أصبحت  لزناتة السيطرة على المغرب الأوسط بسبب وجود أقوى البطون الزناتية به، قبل الإسلام وبعده.
🔸سيطرت زناتة على حكم المغرب الأوسط في عهد الاسلام ايضا لأنها أسبق القبائل دخولا للإسلام في بلاد المغرب الكبير، لقد احتلوا الصحاري والهضاب من غدامس شرقا إلى أقصى المغرب وكل المناطق الصخراوية في منطقة.
🔸لقد كان لمغراوة الزناتية القوة الكبرى في المغرب الأوسط إلى جانب بني يفرن. قوة مغراوة تعود إلى الملك المغراوي: صولات بن وزمار، الذي بايع سيدنا عثمان بن عفان شخصيا عندما انتقل بإرادته إلى المدينة، أسلم وبايعوبين يديه، فعقد له الخليفة على قومه ووطنه.
🔸 تلمسان كانت قاعدة المغرب الأوسط وأم ديار زناتة، من مغراوة وبني يفرن، وقد تفرعوا من قسنطينة إلى بسكرة وتيارت والشلف.
🔸 هزمت صنهاجة حليفة الفاطميين الكتاميين قبائل زناتة وفرقتهم في بلاد المغرب الأقصى والصحاري، أين أقاموا إماراتهم بها، وقظ حاولوا العودة إلى موطنهم عديد المرات. يقول الكاتب.

المُختصر: 

🔸زناتة من أحفاد «جانا (زناتة) بن يحيى بن صولات بن ورتناج بن ضريس بن سقفو بن جنذواذ بن غيلان بن مادغيس بن هرك بن هرسك بن كراد بن مازيغ.» وهذا حسب ابن حزم.

🔸زناتة هي أصل المغرب الأوسط، الجزائر وكانت تسمى مغرب زناتة.

🔸انهزت زناتة ضد صنهاجة، بعد أن كانت القوة الضاربة منء الفوح الاسلامي، قبائل مغراوة وبني يفرن وبني برزال والزاب (مرين) كانوا عمودها.   تقوّت صنهاجة ( آل زيري) بكتامة في لواء الدولة الفاطمية وطردوا زناتة وشتتوهم.

🔸 احتلوا المغرب الأقصى وصنعوا به إمارات.

🔸حكم بني عبد الواد وبني مرين وهم من زناتة دولتين مختلفتين في الآن ذاته.

_
المقال 379
#استرجع_تراثك  🇩🇿
#عمادالدين_زناف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابن بطوطة.. الذي لم يغادر غرفته

ابن بطوطة، الرّحالة الذي لم يغادر غرفته. مقال عماد الدين زناف. ليسَ هذا أول مقال يتناول زيفَ الكثير من أعمالِ المؤرخين القدامى، الذين كانوا يكتبون للسلاطين من أجل التقرّب منهم، ومن ذلك السعيُ للتكسّب، ولن يكون الأخير من نوعه. الكتب التاريخية، وأخص بالذكر كتب الرّحالة، هي عبارة عن شيءٍ من التاريخ الذي يضع صاحبها في سكّة المصداقية أمام القارىء، ممزوجِ بكثيرٍ من الروايات الفانتازيّة، التي تميّزه عن غيره من الرحالة والمؤرخين. فإذا اتخذَ أحدنا نفس السبيل الجغرافي، فلن يرى إلا ما رآه الآخرون، بذلك، لن يكون لكتاباته أيّ داعٍ، لأن ما من مؤرخ ورحّالة، إلا وسُبقَ في التأريخ والتدوين، أما التميّز، فيكون إما بالتحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي، أو بابتداع ما لا يمكن نفيُهُ، إذ أن الشاهد الوحيد عن ذلك هو القاصّ نفسه، وفي ذلك الزمن، كان هناك نوعين من المتلقين، أذن وعين تصدق كل ما تسمع وتقرأ، وأذن وعين لا تلتفت إلا لما يوافق معتقدها أو عقلها.  الهدف من هذا المقال ليس ضربُ شخص ابن بطوطة، لأن الشخص في نهاية المطاف ما هو إلا وسيلة تحمل المادة التي نتدارسها، فقد يتبرّأ ابن طوطة من كل ما قيل أنه قد كتبه، ...

مذكرة الموت Death Note

إذا كُنت من محبّي المانجا و الأنيم، من المؤكد أنه لم تفتك مشاهدة هذه التُّحفة المليئة بالرسائل المشفّرة. هذا المسلسل اعتمد على عدّة ثقافات و إيديولوجيات و ارتكز بشكل ظاهريّ على الديكور المسيحي، في بعض اللقطات و المعتقدات. المقال الـ104 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  _ الرواية في الأنيم مُقسّمة الى 37 حلقة، الشخصيات فيها محدّدة و غير مخفية. تبدأ القصة بسقوط كتاب من السّماء في ساحة الثانوية موسوم عليه «مذكرة الموت» ،حيث  لمحه شاب ذكيّ يُدعى ياغامي رايتو، و راح يتصفحه، احتفظ به، رغم أنه أخذها على أساس مزحة ليس الّا، و بعد مدّة قصيرة اكتشف ان المذكرة "سحريّة"، يمكنه من خلالها الحكم على ايّ كان بالموت بعد اربعين ثانية من كتابة اسمه و طريقة موته بالتفصيل. لم تسقط المذكرة عبثاً، بل اسقطته شخصية تُسمى ريوك، من العالم الآخر، وكانت حجة ريوك هي: الملل والرغبة في اللعب. كلُ من يستعمل مذكرة الموت يطلق عليه اسم " كيرا".  بعدها تسارعت الأحداث بعدما أصبح "كيرا" يكثّف من الضحايا بإسم العدل و الحق، فقد كان منطلقه نبيلاً: نشر العدل و القضاء على الجريمة في الأرض....

أخلاق العبيد، نيتشه والمغرب الأقصى

مفهوم أخلاق العبيد عند نيشته، المغرب الأقصى مثالا. مقال عماد الدين زناف. فريدريش نيتشه، حين صاغ مفهومه عن «أخلاق العبيد» في مُعظم كتبه، لم يكن يتحدث عن العبودية الملموسة بالمعنى الاجتماعي أو الاقتصادي، أو بمعنى تجارة الرّق. بل تحدّث عن أسلوب في التفكير نِتاجَ حِقدٍ دفين وخضوع داخلي يولد مع الأفراد والجماعة. إذ بيّن أن الضعفاء، العاجزين عن تأكيد قوتهم، اخترعوا أخلاقًا تُدين الأقوياء، فرفعوا من شأن التواضع والطاعة فوق ما تحتمله، حتى أنها كسرت حدود الذل والهوان. ومن هذا المنطلق يمكن رسم موازاة مع خضوع شعب المغرب الأقصى لنظام المخزن. إذ أنها سلطة شكّلت لعقود علاقة هرمية تكاد تكون مقدسة بين الحاكمين والمحكومين. وما يلفت النظر هو أنّ هذا الخضوع لم يُقبل فقط بدافع الخوف والريبة، بل تَمَّ استبطانه كفضيلة بل وعمل أخلاقيًا. فالطاعة أصبحت عندهم حكمة، والعبودية وَلاءً، والاعتماد على الغير، أيًّ كانت مساعيه في دولتهم عبارة عن صورة من صور الاستقرار. نيتشه قال «نعم للحياة»، لكنها استُبدلت بـ«لا» مقنّعة، إذ جرى تحويل العجز التام على تغيير الظروف إلى قيمة، وتحويل الذل إلى فضيلة الصبر، وعندما عبّر قائلا...