سأضعه ضمن أحسن 5 أفلام شاهدتها في حياتي كلها..
فيلم the truman show- 1998
مباشرة بعد مشاهدتي لفيلمه الكوميدي ”كاذب، كاذب! Liar,liar!“ شرعت في مشاهدة فيلمٍ آخر لم أكن أعرف عنه سوى هذه الصورة، كنت أعتقد أنه فيلم كوميدي لأنني لم أقرأ أي شيء عنه، حتى صدمني محتواه الفلسفي.
جيم كاري من أكثر الممثلين عبقرية في الآداء، معروف عنه حسه الفكاهي الكبير، لكنه في الآن ذاته يمكنه أن يبكيك في لحظة درامية عميقة. الحديث هنا ليس عن الممثل في ذاته بل عن فيلمه the truman show، فيلم درامي؟ خيال علمي؟ حقيقي؟ علم نفس وفلسفة؟ أم فيلم رعب ببساطة؟!. أعتقد أن هذا الفيلم جمع كل تلك الأنواع السينمائية، لأنه مدجج بالغرابة خاصة في بداياته، إذا لا يمكنك أن تفهم ما الذي يحدث بالضبط خاصة إذا شرعت في مشاهدته مباشرة دون أن تقرأ عنه شيئا أو أن تشاهد له ملخصا. في البداية ستظن أنه فيلم يتحدث عن فترة زمنية تشبع العشرينات في هوليود، لأن الديكور مجمّل بشكل مبالغ فيه..، ومع تقدم الأحداث سيراودك شعور بالقلق وعدم الإرتياح من محيط الشاب ترومان، ومع تفاقم تلك الأشياء الغربية ستعتقد لوهلة أن البطل مصاب بما سمي لاحقا( بعد الفيلم ) بـ ( متلازمة ترومان ) أي اعتقاد الشخص أنه مراقب. لكن رويدا رويدا، سيتحقق هذا فعلا إذ أنه سيكتشف أنه محاط بمثثلين وليس أناس عاديين، وأنه يعيش ضمن مدينة مصنّعة بالكامل كاستوديو.. والصادم أكثر أن ترومان هو بطل هذه الحصة ( ذا ترومان شو) منذ ولادته! أي أنه إنسان ولد وتترعرع وكبر ضمن ضمن استدويو تصويري مراقب، وضمن حصة مباشرة يشاهدها كل العالم 24ساعة على 24!
صدمتي وصدمة من شاهد الفيلم لن تزول بسهولة، لأن السيناريو ذهب إلى أبعد من هذا، إذ أن بطلنا اكتشف أخيرا أنه مراقب، وأن محيطه محيط غير طبيعي بالمرّة.. فبدأ يحاول الرحيل إلى جزر بعيدة، أو إلى ولايات مجاورة، وفي كل مرة تحدث مشكلة تمنعه من السفر! فزادت هواجسه كثيرا واصبح مثل المجنون لا يعلم حقيقة ما يحدث.. كان ترومان يعاني من رهاب المياه، إذ أن الذي صنع هذه المدينة والحصة، جعل الطفل ترومان يعيش حادثة غرق أبيه في الماء، وبالتالي سيكون من الصعب أن يركب القارب لاحقا!
لكن ترومان تحدا رهابه وتحايل على الكامرات وراح يبتاع قاربا في ليلة مُصطنعة، مصطنعةٌ مثل القمر والشمس داخل ذلك الأستوديو الضخم جدا! يحددون متى يكون الليل والنهار بإضاءة عالية جدا.
وهو كذلك..غضب صانع تلك المدينة وشعر أن ترومان بدأ يخرج عن سيطرته، فراح يسبب له العواصف والرعود في ذلك البحر، لكن ترومان لم يتوقف عن الإبحار باحثا عن مكان بعيد عن تلك المدينة، إلى أن استسلم ذلك الصانع وفريقه، فتركوا ترومان يواصل ابحاره حتى جاءت صدمة لم يتوقعها أحد من المشاهدين! إذ أن ترومان وصل إلى ”نهاية الأرض“ وراح يلمس قبتها التي تلامس الأرض بالسماء (وهي نظرية من نظريات أصحاب الأرض المسطحة)، فنزل ترومان من قاربه.. فوجد أدراجا في قمتهم باب مكتوب فيها ”خروج“..
أعتقد أنه من أعظم الأفلام الفلسفية على الإطلاق.
المقال 361
#عمادالدين_زناف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق