الأحد، 7 مايو 2023

رسالة أحمد باشا حاكم الجزائر إلى حاكم فاس 1654م



عمدت على نقل رسالة حاكم الجزائر 🇩🇿 أحمد باشا إلى حاكم فاس العلوي محمد بن علي الشريف كتابيا، نقلا عن مخطوطة الروضة السُليمانية، لـ أبا القاسم الزياني مؤرخ العلويين، وذلك بعد أن اكتشفت أنها غير منقولة رقميا من قبل على أي موقع أو مدونة.

«الحَمدُ للّهِ الذِي وَصّى وَلَرخّصَ بِمَدافِعِهِ اللِّصَ إلّا شَريفًا أوْ مَشْروفٍ، ونَصَّ وَهُوَ الصّادِقُ سُبْحانهُ عَلى فَصْمِ عُرى أَصلِهِ المُتأصِّلِ مَجْهُولًا وَمَعروفًا. وصلّى اللّهُ عَلى سيّدِنا وَمَولانَا مُحمّدٌ بنُ عبدِ اللهِ بنُ عبدِ المُطّلبِ بنُ هاشِمِ وعلى آلِهِ تيجانِ العِزِّ وبراقِعِ الجِبَاهِ والخَياشِنِ. وصَحَابَتِهِ صَوَارِمَ الصَّوْلَةِ الحَاسِمَةِ مِنَ الكُفْرِ الضَّليِّ والغَلاصِمِ بالرِّمَاحِ العَامِلَةِ والسُّيوفِ القَواصِمِ. سَلامٌ عَليْكُمُ ورَحمةُ اللهِ تعالى وَبَرَكاتُهُ، مَا أساغَتْ مَحضَ الحَلالِ ذكاتُهُ وَبَعدُ، وَقَدْ كاتَبنآكُم مِن مُغنِي غَنيمَة المُقيمِ، وَالضّاعِنِ والزّائِرِ رِباطَ الجَريدِ ثَغرَ الجزائِرِ، صَانَ اللهَ مِن البِرِّ وَالبَحْرِ عَرْضَهَا، وَأمّنَ مِن زَعازِعْ العَوَاصِفِ وَالقَواصِفِ أَرْضَها، إلْماعًا لكُمُ مَعادِنَ الرِّيَاسَةْ وَفُرسَانَ الفَراسَةِ، لَكِن فَآتَكُم سْرُّ رَأيِ التَّدْبِيرِ، وَأركَبتُمُ حَزْمَكُمُ جُمُوعَ الجَهْلِ وَالتَّبذيرِ، وَتَنْسِبونَ العَجَمَ للجَهْلِ، وأَنّهُمُ جُفاةٌ وَأَجلافٌ، ثُمَّ صِرْتُمْ بَدَلًا وأَخْلافَ، وَأَعانَكُمُ افتِرَاقُ الجُفاةِ مِنْ أهْلِ وُجْدَة، وأنَّ نَصيبَكَ الأَوْفَرُ مِنهُمُ أهْلَ جِدّة ونَجْدَة. مَعَ عِلمِنَا اليَقِينِيّ أَنَّ شَجَرَتَنَا لَا تُضَعْضَعُ بِزَعَازِعِ حَيَّانِ، ولَا تَنْدَرِسُ ولَو اِنهَارَتْ عَلَيْهَا جِبالُ لُجْيانِ، وأنَّ الحَجَرَ لَا يُدَقُّ بالطُّوبِ، وَالخَاطِفُ لَا يَطَأُ أَوطِيَة الخُطُوطِ، كَذَلِكَ فِي المَثَلِ جُنْدُكَ لا يَصْبِرُونَ لِصَوَاعِقِ البَارُودِ، وَلا تَنْجَحُ حُجّةُ ذُروعِ الذَّوَابِلِ إلّا فِي سُوقِ شَنِّ الغَارَاتِ عَلَى حِلَلِ القَبَائِلِ. وَأَمّا أسْوَارُ الجَحَافِلِ وَ أدْوَارُ الكَتَائِبِ، فَلَا يَصْدِمُهَا وَلَا يَهِدِمُهَا إلّا سُيُولُ الخُيٌولِ وَالرُّمَاةِ الرَّوَاتِبِ.  وَإيّاكَ إيَّاكَ، وَالغَرَرَ بِأنَّكَ المَخْصُوصَ بِصُعُودِ تِلْكَ الأَدْرَاجِ، لَا، ذَلِكَ مِنْكَ بَعِيدُ الوُصُولِ، لا تُدْرِكُهُ بالمَسَرَّةِ وَلا بقَبَائِعِ النُّصُورِ. لَيْسَ لَكَ في غَنِيمتي إدْرَاكُهُ طَمَعٌ، وَلا سَبِيلٌ لِتَبْدِيدِ مَا نَظَمَهُ حَازِمُنَا وَجَمَعَ. وقَدْ غَرَّتْكَ أضْغَاثُ الأَحْلاَمِ وَأغْوَاكَ ضَبَابُ الغَيْبِ فَأَصْبَحَ ضَنّكَ مِنْهُ فِي غَيَاهِبِ الأَظْلامِ، فَإِنْ حرَّمْتَ بِهِ فَأنْتَ لا شَكَّ حَانِتٌ، وَإنْ كَانَ مِنْكُمُ يَقِينًا، فَرَابِعٌ أوْ ثَالِثٌ، أَوَّلُكُمُ ثَائِرٌ، وَالثّانِي مُقْتَفِنْ لَهُ سَائِرٌ، وَالثَّالِثُ لَكُما أمِيرٌ نَائِرٌ إمّا عَادلٌ أوِ جائِرٌ. وَلا تَمُدُّنَّ بَاعَ المُخَاطَرَةِ إلَى أوْطَانِنَا فَتَخشَى مَخَاِلِبَ سَطِوَةِ سُلْطَانِهِ، وَجِسْرُكَ عَلَينَا، كَوْنُكَ عُقَابًا عَلَى فَرْعِ شَجَرٍ، أَوْ يَعْسُوبِ نَحلٍ احتلَّ صَدْعَ حَجَرٍ. لَوْ رأيتَ مُلوكًا أحَادِ أَمِصارِ البَرِّ وَالبَحْرِ لَعَلِمتَ أَنّكَ مَحجوبٌ وَمَحْجوُرٌ فِي حَقِّ ذَلِكَ الجُحْرِ. وَتَحَقَّقْتَ أَنَّ بَيْنَ الأُمَرَاءِ مُداراةٌ وَمُراعَاةٌ، وأنَّ أحْوَالَ الدُّوَلِ أَيّامٌ وَسَاعَاتٍ. كُلُّ أَحَدٍ يَخافُ عَلَى صَدْعِ فَخَارِهِ، وَيُطْلْقُ بَخُورَهُ تَحتَ نَتَنِ فَخَارِهِ. وَمَا مُرَادُنا إلّا أمَانُ العَرَبِ فِي المَوَاضِعِ، يَطيبَ لَها جَوَلانُ الانتِقالِ فِي الأشْتَاتِ وَالمَرابِعِ. وَيَجْلِبَ إلَيهُمُ الغَنِّيُّ وَالعَديمُ، ويَحْصُلُ لَهُ فِيهِ رِبْحٌ مِنَ الكَسَاءِ وَالأَدِيمِ. فَإن تَعلّقَت هِمَّتَكَ بالإمارَةِ، فَعَلَيْكَ بالمُدُنِ التي حَجَرَهَا عَلَيْكَ هَمَجُ البَرابِرِ فَصَارَ يُدعَى لكَ بِهَا على المَنَابِرٍ، فَشُدَّ لَها حَيَازيمَكَ لِتَذوقَ حَلَاوَةَ المُلكِ، المَعْجُونَةَ بِمَرهَمِ النَّجاةِ أو الهَلاكِ. دَعِ عَنْكَ وَطَنَ الرّمالِ والعَجَاجِ، وَمُخَاطَرةَ النّفِسِ في الفَدافِدِ والفِجاجِ، وَقَد شيَّعنَا نَحوَكُم أربَعَةَ صِحَابٍ يُسَرُّ بِمُجَالَسَتِهِمُ الخَواطِرُ وَالرِّحَابِ، والسَّلامُ عَلَيْكُمُ».

الصورة pdf
 https://pdfcandy.com/fr/share/292e888640bgce4e.html

كتابة وتشكيل الكاتب عماد الدين زناف  الجزائري.
المصدر: مخطوطة الروضة السليمانية، لأبي القاسم الزياني الفاسي

.المخطوطة pdf 

https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&url=https://ia600607.us.archive.org/14/items/rawda_solaymania-zayani/rawda_solaymania-zayani.pdf&ved=2ahUKEwiAyvDBiuX-AhUhVqQEHbN4AGgQFnoECBAQAQ&usg=AOvVaw1mbCEsurVMP1KU5iDYYM3X

_
#عمادالدين_زناف    #استرجع_تراثك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق