الاثنين، 1 أغسطس 2022

الترقية وكيف تكون



الترقية عمل داخل الوظيفة!
مقالة في مجال العمل.

الترقية هي عملية انتقال من حالة دُنيا إلى حالة عُليا، في الوظيفة أو في أي عملٍ كان، وقد يترقّى الإنسان بصيغة شخصيّة معنويّاً (ثقافياً)، أو بشكل حسّس في صورة الشهادات. وقد يُرقّى من أطراف أخرى، سواءً من مسؤوله المُباشر في المؤسسة، أو من طرف الزبائن الذين يجعلونه أشهر بالحديث عنه وعن منتوجه.

فهناك ترقية المناصب، وهي الصعود درجة في المسؤولية قبل أن تكون تشريفاً، وهناك ترقية روحيّة، ثقافيا وفكريا، أو دينياً وإيماناً، وهناك ترقية ماديّة محسوسة، كالشهادات الجامعية والدورات المستقلة، وهناك ترقية من تزكية الجمهور. 
عند الكثير من الناس أفكار مغلوطة عن الترقيات، فسوف أحاول تناولها نقطةً نُقطة لتفكيكها.

- السنوات لا تُرقّي صاحبها!
يعتقد البعض أن السنوات المهدورة في عملٍ ما ووظيفةٍ ما، قد تشفع لهم في صعودهم اجتماعيا وثقافيا، أو في الانتقال من منصبهم إلى منصب أعلى. إذا بقيَ أحدنا في مكانٍ ما يُعيد نفس العمل دون أي إضافة، فهذا يضعه في محل فريسة يمكن تعويضها بسهولة، فالذي لا يقدّم ما يجعله لا يُعوّض، فهو لن يبرح مكانه، بل إنً مكانه مُهدّد حتى بعد سنوات طوال!

-الوقت لا يتقدّم إلا بالحركة!
نستطيع إسقاط هذا القانون الفيزيائي في كل شيء، ذلك أن حركة الأرض والشمس والكواكب هي التي تصنع الليل والنهار والأيام والأشهر والسنوات. وكذلك الوظيفة والعمل الذي نختلف إليه، فإذا لم تطرأ عليه الحركة لن يكون لهو أيام وسنوات، فسيبقى مثل ساعته الأولى لا يتقدم، وإن توهمنا أن الوقت يمضي، فالعمل وأنت فيه متحجّر ليس فيه ليل ولا نهار، وبذلك، لن تلامس الترقية، خلاف الذي قد يعيد الحياة والحركة لها في فترةٍ وجيزة.

-الترقية تكون بالقيمة المضافة دائماً!
زيادة على ما شرحت أعلاه، القيمة المضافة هي الوظيفة الحقيقية المنتظرة من الجميع، بيد أن لا أحد يطلبها منك، والبعض يعتقد أن الوظيفة أو العمل هما من تعملان عليه لا هو، فمجرّد حضور الشخص والقيام بما طُلب منه، لا يجعله أهلاً للترقية، ذلك أن كل الأعمال والوظائف تحتاج لمسة إنسانية فوق المادة والروتين، وتحتاج بصمة خاصة لشخص عن آخر، ما يجعل ذلك الشخص لا يُعوّض، فالمتربصين بالوظائف والأعمال كُثر، ولا يضرّ المسؤول تغيير شخص بشخص آخر ما لم يقدم ما يشفع له ألا يُعوّض، وكذلك الجمهور، فهو لا يجد حرجاً في الانتقال من ماركة إلى أخرى، ومن شكرة إلى أخرى، ما لم يجد ما يشدّه من اختلاف حقيقي وإن كان طفيفاً.

- لا علاقة بالشهادات في الترقيات!
قد يستاء المتخرجون وذوي الشهادات من معاملتهم بشكل لا يوازي شهاداتهم، وقد يتناسى  أن الشهادات صارت أكثر من طاقة استيعاب المؤسسات، وقد تضطر المؤسسات إلى توظيفهم من درجات أدنى من شهاداتهم، فلا يقبلونها. وربما نسوا أن الترقي يكون بالخبرة الميدانية والعطاء الإبداعي، وليس في الشهادة التي تمثّل أن صاحبها قد اجتهد في استيعاب المعلومات وإعادة طرحها، بيد أن الحياة العملية شيءٌ آخر، فالحياة تحتاج مهارات إضافية أخرى مثل الصبر، النباهة، العطاء اللامشروط، المنافسة المستدامة، دراسة المحيط، تطوير العلاقات الاجتماعية والنفسية، التثقف بشكل مستمر.. وهذا كما نلاحظ مختلف تماما عن الشهادة النظرية، وشهادات الحفظ وفهم ما هو مقرّر سلفاً.

-خلاصة القول؛
الترقية لا تكون إلا بعدما يرتقي الإنسان بنفسه، نفسياً، عقلياً، ثقافياً وفي التجارب. وكذلك تكون بقبول الخسارة وعدم الاستسلام لها، وكذلك تكون في نسيان أن الوظيفة لها مزية على الموظف، بل للموظف مزية عليها، وذلك في إثراء مكانه وإزهاره بالإبداع والحركة لكي يكون الوقت عبارة عن منحنى تصاعدي، لا مستقيم استقامة دقات قلب الميت.

 
المقال 213
#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق