التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بلغ السيل الزبى



اشتعلت غضباً.. وبلغ السيل الزبى!

أكثر ما يغضبني من بعض العلماء، هؤلاء الذين يقولون لك ”من أنت لتفهم الغزالي، من أنت لتفهم ابن تيمية، من أنت لتفهم الشيرازي، من أنت لتفهم ابن العربي من أنت ومن أنت..“ ويقولون لك ”هل تعلم أن فقط كلمة {بسم الله} لها سبعة تفسيرات ومعاني“، ويقولون لك ”أنت عامّي لا تستطيع أن تفهم كلام الخاصّة“..
لا والله لست بشيء صحيح، وانا الآن أتكلّم بلسان كل البسطاء والسواد الأعظم من المسلمين،
 يا رجل!
 أليس هذا الدين جاء لكل الناس، ويخاطب جميع العقول، أليس أركانه من اسهل ما قد يفقهه ”العامي“ لكي يستطيع أن يعبد ربه كما يجب.
هل يصحّ أن تقول لرجل ما، يتقن شيئا من لسان العرب، وله مضغة من عقل.. قرأ مخالفات واضحة كالقمر في كبد السماء الصافية، للغزالي على سبيل المثال لا الحصر، وغيره من العلماء، فتُرعبه بقول {هروبا من الإجابة}' أنت لا تفقه شيئاً في:
علوم الفقه، وعلوم الحديث، وعلوم الرجال، وعلوم اللغة، والمذهب المقارن، والدين المقارن، والنحو والصرف والإعراب والبلاغة والمجاز، والشعر الجاهلي والحديث، ولم تقرأ المجلدات الطوال،  ولم تأخذ السند من العلماء، ولم تتلمذ ولم ولم ولم..  إيش هذا !
إذا هنا حصرت نفسك وحصرت كل المسلمين بأشياء خطيرة جداً وأنت لا تدرك:
أولا؛ إذا لم يقرأ كل مسلم [حوالي 2 مليار] تلك العلوم كلها، فهو بمنطقك غير مسلم، كي لا استعمل مصطلحاً آخراً، لأنه لا يعرف دينه كما يعرفه مجموعة فقط من الناس. ونحن نعلم أن 90% من المسلمين لا يعرفون شيئاً مما ذكرت الا الشيء اليسير جداً، وهم يتّبعون كل منتصب لهذا.. علّه يرشدهم.
ثانيا؛ أنت تحكم على الذين يرون أخطاءً تخالف ما يعرفونه من دينهم، انهم لا يحسنون التفريق بين الخطأ والصحيح، اي أن من لم يتعلم كل تلك التفاصيل، ولم يتخرج بشهادة دكتوراه واجازة، فهو لا يعرف معنى ”بسم الله“ على طريقتك، ولا يعرف معنى "لا إله الا الله " بتفسيرك، اذا هو ليس على ما يظن في الدين، فلا يحق له ان يقول بأن مقولة الحلاج في قوله ”أنه هو الحق سبحانه، اي الحلاج عن نفسه“ انها طامّة مبينة واضحة صريحة، وقول الغزالي أن ”الملائكة منها تفيض الأنوار على الارواح البشرية ولأجلها قد تسمى أربابا ويكون الله تعالى رب الأرباب لذلك“، تريدون أن تجنّنوا الناس؟ وتجعلونهم لا يفهمون ابسط الأمور إلا من خلالكم! وتتهمونهم بالغباء عوض ان تقولوا لهم ؛ نعم هذا خطأ صريح، غفر الله لفلان وفلان. انتهى عصر الكَهنوت!!
أنت تحكم بان 90% من المسلمين ليسوا كذلك، اي ليس مسلمين ولا يفهمون في دينهم شيئاً إذا استنكروا شيئاً يخالف فهمهم الفطري للدين! 
فهل هذا الدين دين فرقتك وشهوتك ومذهبك أم هو دين الله ورسوله ومن اتبعهم بإحسان!
يشهد الله انني قرأت للجميع، ولا أحسب نفسي أنني قد علمت شيئاً، وأنني لا احقد ولا أكره ولا ألعن أحداً، لكن الخطأ خطأ، فقط هذا، لا تخادعوا على الناس .
ثالثا؛ إذا كان الدين يستوجب فهم كل تلك العلوم وقراءة كل هؤلاء العلماء، والقول بأن الخطأ لا يلازمهم، فنحن إذا لسنا على الدين، لأن لا طاقة لنا لكي نستوعب كل هذا!  ولا يكلف الله نفسا الا وسعها، فاذا كانت هذه الأمور ليست اساسية ليعرف الانسان ما له وما عليه من الدين، فيحق له أن يستنكر الأشياء التي تمس الضروريات التي يفهمها في الدين، في حق الله ورسوله وصلاته وصيامه وزكاته وحجه وايمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر، دون أن تلزمه بمعرفة التفسيرات السبع لبسم الله الرحمٰن الرحيم،  والقراءات العشر للقرآن، وعلم السند من السلسلة الذهبية الى اثني عشر عنعنة! فقط ليقول: هذا يخالف توحيدي لله سبحانه، او هذا ينقص من قدر نبيي المصطفى!
ولو كان دخول الجنة يوجب ما تتبجحون به لتتسلطوا على الناس، لما دخل غير المسلم الى الجنة دقيقتين قبل وفاته اذا شهد بلا اله الا الله محمد رسول الله مصدقا بها، وهو لم يقدم في حياته للإسلام ركعة واحدة، وكان بوقاً لأشد ما يخالفه!!

فاتقوا الله فينا نحن ”العوام“.

#عمادالدين_زناف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابن بطوطة.. الذي لم يغادر غرفته

ابن بطوطة، الرّحالة الذي لم يغادر غرفته. مقال عماد الدين زناف. ليسَ هذا أول مقال يتناول زيفَ الكثير من أعمالِ المؤرخين القدامى، الذين كانوا يكتبون للسلاطين من أجل التقرّب منهم، ومن ذلك السعيُ للتكسّب، ولن يكون الأخير من نوعه. الكتب التاريخية، وأخص بالذكر كتب الرّحالة، هي عبارة عن شيءٍ من التاريخ الذي يضع صاحبها في سكّة المصداقية أمام القارىء، ممزوجِ بكثيرٍ من الروايات الفانتازيّة، التي تميّزه عن غيره من الرحالة والمؤرخين. فإذا اتخذَ أحدنا نفس السبيل الجغرافي، فلن يرى إلا ما رآه الآخرون، بذلك، لن يكون لكتاباته أيّ داعٍ، لأن ما من مؤرخ ورحّالة، إلا وسُبقَ في التأريخ والتدوين، أما التميّز، فيكون إما بالتحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي، أو بابتداع ما لا يمكن نفيُهُ، إذ أن الشاهد الوحيد عن ذلك هو القاصّ نفسه، وفي ذلك الزمن، كان هناك نوعين من المتلقين، أذن وعين تصدق كل ما تسمع وتقرأ، وأذن وعين لا تلتفت إلا لما يوافق معتقدها أو عقلها.  الهدف من هذا المقال ليس ضربُ شخص ابن بطوطة، لأن الشخص في نهاية المطاف ما هو إلا وسيلة تحمل المادة التي نتدارسها، فقد يتبرّأ ابن طوطة من كل ما قيل أنه قد كتبه، ...

مذكرة الموت Death Note

إذا كُنت من محبّي المانجا و الأنيم، من المؤكد أنه لم تفتك مشاهدة هذه التُّحفة المليئة بالرسائل المشفّرة. هذا المسلسل اعتمد على عدّة ثقافات و إيديولوجيات و ارتكز بشكل ظاهريّ على الديكور المسيحي، في بعض اللقطات و المعتقدات. المقال الـ104 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  _ الرواية في الأنيم مُقسّمة الى 37 حلقة، الشخصيات فيها محدّدة و غير مخفية. تبدأ القصة بسقوط كتاب من السّماء في ساحة الثانوية موسوم عليه «مذكرة الموت» ،حيث  لمحه شاب ذكيّ يُدعى ياغامي رايتو، و راح يتصفحه، احتفظ به، رغم أنه أخذها على أساس مزحة ليس الّا، و بعد مدّة قصيرة اكتشف ان المذكرة "سحريّة"، يمكنه من خلالها الحكم على ايّ كان بالموت بعد اربعين ثانية من كتابة اسمه و طريقة موته بالتفصيل. لم تسقط المذكرة عبثاً، بل اسقطته شخصية تُسمى ريوك، من العالم الآخر، وكانت حجة ريوك هي: الملل والرغبة في اللعب. كلُ من يستعمل مذكرة الموت يطلق عليه اسم " كيرا".  بعدها تسارعت الأحداث بعدما أصبح "كيرا" يكثّف من الضحايا بإسم العدل و الحق، فقد كان منطلقه نبيلاً: نشر العدل و القضاء على الجريمة في الأرض....

أخلاق العبيد، نيتشه والمغرب الأقصى

مفهوم أخلاق العبيد عند نيشته، المغرب الأقصى مثالا. مقال عماد الدين زناف. فريدريش نيتشه، حين صاغ مفهومه عن «أخلاق العبيد» في مُعظم كتبه، لم يكن يتحدث عن العبودية الملموسة بالمعنى الاجتماعي أو الاقتصادي، أو بمعنى تجارة الرّق. بل تحدّث عن أسلوب في التفكير نِتاجَ حِقدٍ دفين وخضوع داخلي يولد مع الأفراد والجماعة. إذ بيّن أن الضعفاء، العاجزين عن تأكيد قوتهم، اخترعوا أخلاقًا تُدين الأقوياء، فرفعوا من شأن التواضع والطاعة فوق ما تحتمله، حتى أنها كسرت حدود الذل والهوان. ومن هذا المنطلق يمكن رسم موازاة مع خضوع شعب المغرب الأقصى لنظام المخزن. إذ أنها سلطة شكّلت لعقود علاقة هرمية تكاد تكون مقدسة بين الحاكمين والمحكومين. وما يلفت النظر هو أنّ هذا الخضوع لم يُقبل فقط بدافع الخوف والريبة، بل تَمَّ استبطانه كفضيلة بل وعمل أخلاقيًا. فالطاعة أصبحت عندهم حكمة، والعبودية وَلاءً، والاعتماد على الغير، أيًّ كانت مساعيه في دولتهم عبارة عن صورة من صور الاستقرار. نيتشه قال «نعم للحياة»، لكنها استُبدلت بـ«لا» مقنّعة، إذ جرى تحويل العجز التام على تغيير الظروف إلى قيمة، وتحويل الذل إلى فضيلة الصبر، وعندما عبّر قائلا...