مُغالطات منطقية -غير واضحة المعالم- في كلام من ينتسبون إلى الثقافة؛ تابع المنشور لتُسقطهم بالحجج.
المُصادرة على المَطلوب.
يَعتمد المُتكلّم المُطاع، أي من لهُ آذانٌ صاغية، على أسهَل الطُّرُق لاقناع القارئ، أو المُستمع، دون الحاجة إلى ابراز المراجع التي يعتمدُ عليها، ولا حتى محاولة اقناعهم أن الأمر يحتاج بحثاً. ينطلقُ المُتحدّث في موضوعه بعمليّة -من لحيته بخّر له- أي، الموضوع يبرّر نفسه! والموضوع مرجعُ نفسه! سأعطيكم مثالاً سهلاً، سأقولُ لكم أنني شاهدتُ صحنا فضائياً فوق منزلي، وبما أنني لا أكذب عادةً، فأنا إذن أقول الحقيقة. يجعلُ المتكلّم هنا الحجّة من ذاته، بطريقة أخرى، هو المرجع التوحد للمعلومة. مثالٌ ثانٍ، قرّرت المؤسسةُ تعويض اللغة الفرنسية بالإنجليزية، ويبرّرُ مديرها الأمر قائلاً، من الصواب أن نستعمل الإنجليزية عِوض اللغة الفرنسية السيئة. العملية هنا أيضاً تلخّصت في التبرير من الفعل نفسه، وليس لسببٍ عِلميّ! وهذا ليس بربع حُجة، بل اعتمد على الخلفية الجماهرية التي تقبل هذا الفعل، و كان الأوجه أن يقول، غيّرناها لحاجتنا الماسة للتعامل بلغة العلم. مثالٌ آخر، الزيت يطفو فوق الماء، والحجة؛ كل ما هو مثل الزيت لا يمكن أن يكون تحت الماء!، وهذا مصادرة على المطلوب بشكل سخيف، لأنك تصف العملية، ولا تشرحها، ولكن المتحدث يوهم الشرح! رغم أن الحجة تكون بقول أن الزيت أخفّ من الماء. يقول عالمٍ ما، كتبت هذا، وأنا أعلمُ ماذا أكتب. هذه الحجة رائجة جداً، وناجحة، لأن القائل يعتمد على جماهريّته، ومكانته، كحجّة دامغة على الصواب، لكنه حجته سخيفة، وهي مصادرة على المطلوب.
مثال أخير، في صحرائنا أفناكٌ نادرة، لا يجب أن نتركها عُرضة للصيد!، لأنا تُمثل الجزائر. المصادرة هنا مخفية، وهو ربط المنع بأقل الحجج صلابةً، وترك الحجة الأولى كالحفاظ على الحيوان، أو حماية التوازن الطبيعي.
فاحذروا المتسولين من ”المثقفين“.
#عمادالدين_زناف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق