ومن الشخصيات، اخترت لكم خالد الخيميائي!
هو خالدٌ بن يزيد بن مُعاوية، أخ معاوية بن يزيد، ثالث ملوك الدولة الأموية بعد هلاكِ والدهِ، ولم تجاوز فترة حُكم معاوية الثاني إلا شهرين، ولم يُولّي ولم يعهد الملك بعدهُ لأحدٍ، وخطب خطبتهُ الشهيرة يذمُّ فيها أباه وما أحدثه.
وقد كانا [معاوية وخالد] أتقى وأرشد من أبيهما كثيراً، بحيث تنازل معاوية الثاني عن المُلك، بينما ترك خالد الخلاف عن ذلك المنصب بين مروان بن الحكم، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنه. وعندما تمّت الغلبة لمروان، تعهّد أن يكون خالداً هو الملك من بعده، لكنّ خالداً لم يلتفت كثيراً لهاذا، وقد آثر التفرّغ تماما لميدان العلم، وبالضبط علم الكيمياء! الذي هاجر يتتلمذ فيه عند الأقباط، وعند كل من يملك علماً في المجال.
اهتم خالد بالترجمة وتصنيف الكتب والرسائل كثيرا، وقد كانت له أولى الترجمات في مقالات النجوم والفلك والطب والفيزياء والفلسفة من الإغريقية إلى العربية، وقد تبحّر فيهم جميعا، إلى أن أصبح يلقًب بعالم قُريش والعرب! وقد اخذ منه الكيمياء جابر بن حيان وكذا الإمام الجليل جعفر الصادق رضي الله.
فتُرجمت كتبه ورسائله إلى اللغة اللاتينيية وانتشرت في أنحاء أوروبا بين الخيميائيين.
وقد ذكره غيرُ مؤرخٍ بالصلاح والتقوى، والحكمة والعلوم، مثل الزهري، وابن خلكان، والحافظ الذهبي، وابو الفرج الأصفهاني. عُرف كذلك بالشعر والقصائد، أشهرها القصيدة الكيمائية.
فليتَ شعري.. كيفَ تركَ خالدٌ المُلك والحاشيات والجواري، وما عُرف عن أباه والمروانيين من بعده يكشف حجم الثراء الفاحش، لكنه اختار طلب العلم، في وقتٍ لم يكن فيه طلب العلم موضة العرب! ولم يتصدّروا له سوى مع قيام الحكم المأموني العباسي، ولم ببخلوا خالداً حقه، فقد ترجموا له الكبار كالجاحظ.
تبقى شخصية خالد جد ثانوية، وقد عُرض بشكل ضعيف في مسلسل الحجاج بن يوسف، رغم شجاعته في الحوار معه.
لكن يبقى وأنه هو من فتح باب العلوم عند العرب، الذين لم يكونوا مهتمين الا بالشعر والحروب.
#عمادالدين_زناف
المقال موجز لكي تسهل القراءة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق