الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

الجذب.. وعلوم الهرطقة



المنطق الكوني والعلوم الزائفة.. قانون الجذب مثالاً.
مقال مفصّل.

يستطيع الإنسان أن يفسّر كثيرا من الأمور علمياً وتجريبياً، أو، يؤمن بها غيباً، وتظهر له حقيقتها بإشارات عديدة متفرقة.
يقول كارل بوبر، الأطروحة غير القابلة للتجريب، للدحض والإثبات، لا ترقى لأن تكون نظرية علمية، وما يعطي الأحقية للنظريات هو قدرتها على التكرار والعاودة، 
وتتيح للباحث بأن يفككها.
هناك خُزعبلات عديدة تُقحم في العلوم، تسمى بقانون الجذب والطاقة والشاكرا، يريدون أن يجعلونها علماً لمجرد حدوث بعض الخوارق لأشخاص معينين.
أولا؛ درس أبي حامد الغزالي هذا الحيّز بذكاء مبعر، بحيث يقول نفس ما يقوله علماء الفيزياء، بأن كثير من المواد في هذا العالم تبقى محبوسة فيه، تتغير وتأخذ شكلا آخراً، فإذا كان يعتقد الناس بأنها خوارق، فهذا لقصر معرفتهم بالطبيعة، يقول؛ إن تغير الشعور بحر النار إلى برد وسلام، خوارق على تمس عادة الطبيعة وليس منطق الطبيعة، فإذا اختفت الجاذبية، أو تغيرت طريقة تفاعل الأوزان في منطقة معينة على الارض، فهذا يعد ظاهرة داخل الكون، وليس ظاهرة خارجه، ما المقصود؟
خلق الله الكون وجعل له مسار دقيق، ومع تقدم علوم الإنسان، اكتشفوا بعضاً من صيرورة هذا النظام المعقد، بطريقة رياضية، فلا شك ولا ريب عند كل البشر، من آدم إلى اليوم، أن الكون مبني على نظام 1+1 يساوي 2، ولا يجادل في هذا إلا أحمق. هذا نظام الكون، أي قلبه النابض لأبصارنا.
فإذا أردت أن تفترض أن في الكون خوارق بقول أن النار لم تحرق فلاناً، وأن فلاناً مشى فوق الماء، وآخر استطاع أن يسمع ما يقال في قارة أخرى، نجيب أنها لم تغير أسس نظام الكون الرياضية، وأن تداخل العوالم [كالسحر والمس] الذي يجعلك ترى وتشعر وتفكر بطرق غريبة، أو آيات الله في صورة الكرامات لبعض الناس، أو تلك الآيات التي ارسلها للرسل عليهم صلوات الله، قد تسبب في حدوث كسر لصيرورة وسيرورة ما اعتاد الناس على مشاهدته، ولا يعد شيئا جديدا على الكون ذاته، الذي خلقه الله ولا يعرف الانسان منه الا ما أدركه، ولا يقاس الصانع بما صنع فهو فعال لما يريد.
السؤال؛ هل حدث وأثبت علمٌ ما أن 1+1=3 ؟ ،  لا يستطيع ساحر ولا أي مخلوق فضائي أن يغير هذه الحسبة الربانية، كل ما في الأمر، أن الانسان لا يعرف عن قدرة ربه الا القليل، وأن هذه الطبيعة لم تعدنا بدوام حالات التفاعل، والمؤمن يدرك أن هناك مخلوقات أخرى كالجن والشياطين تغشي أبصار الناس وتزعزع بصرهم وبصيرتهم، إليك قصة موسى وكيف قال الله أن تلك الحبال [صُوّرت لهم] على أنها ثعابين.
هناك من يبتلع العقارب والحجر والرمال والسموم ولا يحدث له شيء، لو كان أمراً علمياً، أي يؤخذ بالتجربة، لاستطعنا التعلم منه طريقة ابتلاع الحجر والعقارب والثعابين دون أن نموت، ولكن هؤلاء خوارق ليسوا يدرجون ضمن علم معين. 
كذلك من يأتينا بأفكار الشاكرا والجذب وما ورثوه من الهندوسيات، لنفترض أنها صحّت، لمَ لا تكرّر لكل من يتعلّم،  حتى السحر، بعد أن يقوم طالب السحر بفعل كل ما يلزم لكي يصبح ساحراً، لن يفلح إلا  إذا سمح له الخالق ليبتلي بعضا من الناس، وكثيراً ما يمنعهم عن عباده! 
العلم الزائف، هو اعتماد بعض الخوارق على أنها تعاد وتكرر بتجارب معينة، الا أن ايات الله تكون باختياره، كراماته باختياره، تغيير تفاعلات المادة باختياره، خروج الأرواح من الأجساد باختياره، نوم الشخص ويقظته من موته الصغير باخاياره.. فعن أي علمٍ يتحدث المتّحدون مع الشياطين هؤلاء! 

#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق