ما وراء الخير والشر، بين فريدريش والخضر.
(أسلوب المأثورات)
المقال الـ134 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف
-الخير عند الفلاسفة الأولين-
"الجنس، هو العودة الى الحيوانية" شوبنهاور الكئيب، "الهدف من الحياة هو أن تتعامل بلطف وواقعية" كانط المُفتي، "الانسان متخلّق، الى ان يفسده المجتمع" روسو المُبرّر.
ماذا فعل هيجل؟ وصف لنا العالم الذي كان يتمناه طوال الوقت، ولم يصف لنا الواقع الذي نحن بحاجة الى التعرف اليه، لنقبله ونحبه.
-الإشكالية في الماهية-
ليست كل المساوئ أخطاءً، الخير والشر وسيطان، يشوّشان لنـا الواقع.
البحث عن الحقيقة متعة، وليست عذابا، العذاب في كتابة آلاف الأوراق لتبرير وجود الوسيط، المفروض فرضاً، عوض وصف الواقع بمأثورات مختصرة.
عوض التفاني في الدفاع عن فكرة مشوشة، كان عليهم القبول بإمكانية وقوعهم في الخطأ، بقبول تركيبة العالم، وتعقيده.
عوض تضييع الوقت في البحث عن النوايا، كان يجب البحث عن نتائج كل الأفعال.
النية، فرصة أخرى للأخلاقيين للتفرّد من أجل التفرّد عن المجموعة.
عوض البكاء على العالم، كان عليهم النهوض ووضع الحِمل الذي وضوعه على عاتقهم، وهو الدفاع عن الأخلاق، عوض تجاوز هذه التعريفات.
-التمشيط في الفلسفة-
لا يحاربُ أحدنا وهو مُحمّل، بل عليه ان يتخفف قدر المستطاع.
عوض تبنّي فكرة انعدام معنى الحياة، كانت أمامهم الحياة لتعديلها، لكنهم انشغلوا بالعدمية، وتبريرها، أكثر من محاولة الخروج منها.
لقد أرهقتُم الفلسفة، فلم يعد يريد أحدٌ أن يأخذ شكل جرذان المكاتب مثلكم.
كان عليكم أن تقبلوا الحياة، كما قبلها هرقليطس وفيتاغورت وكل من كانوا قبل سقراط.
-الفلسفة والأرض-
الانجليز فلاحون، الفرنسيون متابعون، الألمان متغطرسون، اليهود أقوياء، اليونانيون مجانين، هكذا أردتم ان تكونوا.
- (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا)؟ -
لم تستطع ان تتجاوز ما تراهُ عيناك، رغم أنك حاولتَ أن ترى الأشياء بما وراء البصر.
(قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا)
ولم تستطع الابتعاد عن البصر، وليست البصيرة ما ينقُصك.
-(قال هذا فراق بيني وبينك ۚ سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا)-
سأخبرك بما أنكرت عليَّ من أفعالي التي فعلتها، والتي لم تستطع صبرًا على ترك السؤال عنها والإنكار عليَّ فيها.
ومن يصبر على رجل يقتلع رأس غلام بريء.
فأنكر النبي، فما كان من الخضر إلّا أن ذكّره بشرطه مرّة ثانية، واعتذر إليه موسى -عليه السلام-وأخبره بأنّه إن اعترض عليه بشيء مرة أخرى أن يتركه ولا يُصاحبه.
فاعترض، فقال الخضر: هذا فراقٌ بيني بينك.
-المعرفة تسبق الحدس-
الشر والخير هما آخر ما تستنجه، أما الحدسُ والاحساس، فليس بعلم.
علم التأويل، وأصبح ذلك الشر خيرا.
-الهدم، هو إشارة للبناء-
ان النقد هو الإشارة للمعلم، المطرقة تفكيكٌ للمعلم، الإصلاح إعادة بناء المعلم بأكثر صلابة.
-البصر والبصيرة-
البصر مخلوق لتصغير الأحجام، فلو رأينا الأحجام على حقيقتها لما رأينا من ضخامتها.
البصيرة حكمة البصر، التحجيم والتكبير، يشير الى ما وراء الاحجام.
#عمادالدين_زناف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق