عايشَ القرن العشرين كلّه..ماتَ وعمرهُ 103سنة، إنّه الرّجل الذي أسّس للبروباغاندا بمفهومها الحديث، تأثّر بعلم النفس التحليلي لفرويد، وبالنظرة الاجتماعية لغوستاف لوبون.
المقال 145 للكاتب عماد الدين زناف.
-1-
وضع كل مخزونه الفكري والنفسي والاجتماعي في خدمة بقاء السياسيين وأصحاب المؤسسات واللوبيات في أماكنهم، تحت غطاء الديموقراطية، بمعنى آخر، يعتبر إدوارد بيرنيز ماكيافيلي العصر.
-2-
في سنة 1917، وفي عزّ الحرب العالمية الأولى، ساعد إدوارد الرئيس ويلسون في تهيئة المجتمع الأمريكي نفسياً للدخول في الحرب، فقد ساهم في صناعة لوحة العم سام الشهيرة (أريدك i want you) في الجيش الأمريكي، وقد أخرج الشعب الأمريكي من "النظرة الحيادية" الى "الأحلاف".
- 3 -
صنع دعاية وهمية للأطباء، فأرسلوا له نتائجا الجيدة، حولها مباشرة الى الجرائد، كي ينصحوا التجار ببيع منتوج Bacon breakfast، على أنه مفيد للصحة! ، ومن يومها صارت بايكون الرقم واحد بكل البلد.
منتوج مدعوم من أربعة آلاف طبيب وإعلام قوي، لا يمكن إلا أن ينجح.
-4-
في سنة 1920، كان إدوارد مديوناً من شركة التبغ، ولكي يسد ديونه، ابتكر دعاية ليقنع النساء على التدخين، وما قام به هو تغيير النظرة والتأويل حول السيجارة بالنسبة للنساء، وما قام به هو صناعة حِراك مُصغّر في نيويورك سنة 1929، حراك مكون من نساء حاملات للسيجارة، مع لوحة مكتوب عليها ”تورش للحريّة“، إذن جعل من السيجارة رمزية لحرية المرأة، فاشترت الاف النساء من تبغه، واصبحن يتفاخرن بالسيجارة.
-5-
فن الدعاية والتحكم في الرأي العام يقتضي بأن يكون الرأي الشخصي طاغياً عن الهدف الرئيسي، لم يكن هدف إدوارد تحرير الدول الأحلاف ولا نجاح بيكون ولا تحرير المرأة من الرجل.
هدفه كان للنجاح الشخصي، البروباغاندا تجعل الأفراد مشاركين، بل ومقتنعين بأن ما يفعلونه هو الخير والإصلاح.
-6-
البروباغندا تتماشى مع وهم الحرية، لذلك دعا إدوارد الى التأكيد على الديموقراطية، لأن بفضلها واستناداً على عمودها، يمكننا أن نسوّق لأي فكرة.
-7-
البروباغاندا هي تضييق مفهوم الحرية لصالح الرغبة، وتضييق مفهوم الرغبة لصالح النزوات (محركات الحياة).
///
القوة الاقتصادية والسياسية تتحرك بالرغبات واللذات، لذلك يعمل الأشخاص على مخاطبتها، عوض التعامل مع ما يتناسب ومصالح الناس.
لأن المصلحة العليا للفرد، هي ذاته.
#عمادالدين_زناف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق