الأربعاء، 21 أبريل 2021

القومية ضد الواقعية



مـا مصير الاستشهاد بأبطال وشهداء الأمس، والسؤال الأقوى؛ ما الذي نجنيه فعلاً عند استشهادنا بأبطال الأمس؟
 هل هناك من دافع لإعادة تلك الملحمات والتضحيات؟
السؤال الأكثر جرأة؛ ما مصير البلدان التي تعتمد على أساطيرها لإخماد أمراض واقعها.. 
اخترت لكم ترجمة لهذه المأثورة من كتاب ”ضد فاغنر“ لفريدريك نيتشه؛ 
المقال 141 للكاتب عماد الدين زناف
« ..ربما كانت موسيقانا هي الموسيقى الأخيرة ، بغض النظر عن الإمبراطورية التي تستعملها.. والتي لا تزال ترغب في استعمالها ، إن أمامها فترة زمنية قصيرة جدًا : فقد نشأت من محصولٍ سرعان ما أصبحت تربتهُ مظلمة ، - محصولٌ سيتم ابتلاعه قريبًا- .
موسيقى كاثوليكية مخصصة للعواطف ولأصحاب المذاق الرفيع، و لبعض الأرواح المرتبطة بالتربة القديمة ، ارتباط يسمى " القومية" ، وهذه هي شروطها الأساسية؛ ”الافتراضات“ التي اقتبسها فاغنر من الأساطير القديمة، والمرويات، حيث اعتقد بتحيزه هذا المكتسب ..أنه يرى فيه شيئًا جرمانيًا بامتياز!
 - اليوم أصبح شيئاً نضحك عليه - 
مثل قيامة هذه الوحوش الاسكندنافية ، التعطش للإثارة الشديدة والروحانية -.. كل هذه الطرق في العطاء للقومية الخاصة بفاجنر ، من حيث الموضوعات والشخصيات والعواطف والأعصاب ، تعبر بوضوح عن روح موسيقاهُ فحسب ، معترفًا بأن هذه الموسيقى نفسها ، مثل كل الموسيقى التي تتحدث عن تلك الأساطير، لا تترك مجالًا للغموض: لأن الموسيقى امرأة ...
 يجب ألا ننخدع في هذه الحالة بحقيقة أننا نعيش حاليًا في رد فعل ، داخل رد الفعل نفسه!
عصر ”الحروب الوطنية“ ، عصر الاستشهاد من أجل الوطن. كل هذا التشخيص الفاصل للوضع الحالي في أوروبا يمكن أن يجلب بالفعل مجدًا ”مفاجئًا لها“.. مثل موسيقى فاجنر ، #دون_ضمان_مستقبل_لها. 
الألمان أنفسهم ليس لديهم مستقبل..»

كانت هذه الفقرة، هي إعلان لطلاقه النهائي بين ربط التراث بالمستقبل، وأن الحرب تتطلب إرادة قوة تتماشى والوضع الحالي..، دون الانسياق الى العاطفة التاريخية والأسطورية..التي لن تغير من الواقع شيئا، إنما تجعلنا نموت في اليوم أكثر من مرة.

#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق