السبت، 17 أبريل 2021

جون لوك..التجربة هي الأهم



جون لوك..  التجربة فوق كل شيء.

«يمتلئ وعي الانسان بالتجارب وما يحفّز الحواس».
يتميز الفلاسفة الإنجليز بحب التجربة والتطلع والمغامرة، وهذا ما يترجم غزو بريطانيا للعالم، فهي جزيرة معزولة بعض الشيء عن أوروبا، مما دفع شعوبها للتطلع الى ما وراء البحار.
المقال الـ 138 للكاتب عماد الدين زناف.
مصطلح empirisme الذي يعني التجريبية ، ليس ببعيد من مصطلح empire أي الإمبراطورية، وهذا المنطلق الفكري مهم جدا لفهم الأسس التي عبر عن عنها جون، فقد كان فكره يعتمد على اتجاهين، تجريبي وليبيرالي.
في محاولته، ذكر أن هناك تباعد بين الأفكار واللغة، حيث قال بأن ليس هناك عدد كافٍ من الكلمات في كل اللغات للتوغل في ظلال وأعماق الروح الإنسانية، فليس هنالك ربط سرّي بين الكلمات وواقع الأشياء، إذن العلاقة بين الواقعية واللغة متشعبة.
وعي الإنسان يُصنع بالتجربة، تُطبع التجارب في عقل الإنسان وتشكل أحاسيساً نختبرها بالحواس الخمس.
وهذه العملية تصنع تجربتنا، ومن هنا نكتشف العالم بنا يسمى المعرفة.
الشك، الإيمان، التفكير والتخيّلات، كلها أمور تأتي بالتجارب مع الذات، وهي نتيجة ترمي الى الزيادة المعرفية بالعالم.
هناك أفكار بسيطة، وهي أفكار كاملة وموحّدة، مثل اللون الأحمر، كيف نشرح أنه أحمر وليس لوناً آخراً؟، عليك فقط النظر اليه لتعرف أنه أحمر وليس لونا آخراً.
وهناك أفكار معقّدة، مثل الحَلق الأحمر، ويسمى أيضا أبو الحناء، وهو طائرٌ أحمر، يحمل أصواتاً مختلفة في أوقات مختلفة، وجب تتبّعه ودراسته، فهو فكرة غير موحّدة.
الانسان ينطلق من شعور أصليّ تجريبي، الى أقصى نقطة في العبثيّة اللامادية.
جون لوك درس التطوّر وللتدرّج المعرفي للروح، وهي ايضاً تجربة خطّية، تتبع مساراً مباشراً.
لن تكون كاتباً مميّزاٌ اعتماداً على تجربة الآخر، التجربة الحسية تقرّب اللغة مع الفكرة لصاحبها، لكنه تقارب لن يعبّر بحال من الأحوال عن الواقع الحقيقي، لأننا نفتقر للمصطلحات الصحيحة أمام عظم ما نختبره.

#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق