الجمعة، 8 يناير 2021

الوقت و الحركة



الوقت .. 
منذ قصّة جون تيتور والسفر عبر الزمن، لم أعاود الحديث عن الوقت، فكما يعلم الجميع، كل صراعاتنا ترمي لربحه و الاستمتاع به ، فما الوقت؟
المقال الـ 99  للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف 
_
لستُ أنا من يتحدّث عن الوقت، لأن مفهومه أبسط مما أعتقد، و أعقد من الكلمات، سوف أضع بعد الشواهد عن ما قيل عنه، و من ذلك المنطلق أتوسّع في الفكرة.
يقول القديس أغسطين:
“ما هو الوقت ؟ إذا لم يسألني أحد، فأنا أعلم ما هو؛ أما إذا أردت الرد على هذا السؤال، فأنا أجهله."
 ومع ذلك أؤكد بجرأة، أنه إذا لم يمر أي شيء، فلن يمر وقت، إذا لم "يحدث" شيء، فلن يكون هناك وقت ليأتي، وإذا لم يحدث شيء، فلن يكون هناك وقت الآن.
نتساءل عن هذان الزمنان، الماضي والمستقبل، كيف يبدوان لنا؟، لأن الماضي لم يعد موجودًا، والمستقبل لم يعد كذلك في الوقت الحاضر، إذا كان دائمًا حاضرًا دون أن يسرق من الماضي، فلن يكون هناك وقت، سيكون الخلود. 
إذن، إذا كان الحاضر وقتًا، يجب أن يذهب إلى الماضي أو الى المستقبل، فكيف يمكننا أن نقول إن هذا الشيء موجود، ولا يمكن أن يكون إلا بشرط زواله، الآن ، سوف أقول بحزم أن الماضي والحاضر والمستقبل غير موجودون بالفهم الذي ندركه، و لربما نقول بصدق: هناك ثلاث أوقات، حاضر الماضي ، وحاضر الحاضر ، وحاضر المستقبل.
حاضر الماضي هو الذاكرة، حاضر الحاضر هو الاهتمام الحالي ، و حاضر المستقبل هو توقعه."
بالنسبة لأفلاطون، الوقت هو مقياس حركة الشمس، يسرع بسرعتها، يتأنى بتأنيها.
بالفعل، أقول ان حركة الأرض حول نفسها، ثم حول الشمس، سرعة الشمس في الفضاء، دوران درب التبانة مع المجرات حول ما يسمى العملاق الأسود، وربما دوران كل ذلك حول أمر آخر، يحدد الوقت، فلو تباطأت هذه الحركة، تباطء الوقت حتما، أو، لن يصبح للوقت معنى.
بمعنى ان الساعة ستتحرك بشكل تلقائي لكنها لن تعبر عن شيء جديد، اذا ما مررنا بعدة أشهر من الظلام، فهل يمكن القول أن الأيام تمضي؟
حق لنا القول: كيف ستشرق الشمس من المغرب؟، قد يسبق ذلك أمرين:
اما تباطء في سرعة الحركة الكونية، أو زيادة السرعة بشكل جنوني.
  الحركة التي تجري داخل جسم الكائنات الحية أيضا تعمل على الدفع بالوقت للأمام، فلا نكبر مع الوقت، لكن الوقت يتقدم مع الحركة البيولوجية.
الحيوانات لديها فكرة معينة عن الوقت، حيث أظهرت الأبحاث أنه بعد التدريب المُطوّل والعادات الفطرية، يمكنهم توقع حدوث أمور بشكل منتظم. 
يعتقد العديد من العلماء أن هذه القدرة تعتمد على وجود ساعة داخلية، ما نسميه ساعة بيولوجية، قادرة على توفير معلومات دقيقة عن مرور الوقت.
 تشير الدراسات، استنادًا إلى النشاط الكهربائي للخلايا العصبية المسجلة، الى أن هذه الساعة البيولوجية تتحكم بشكل أساسي في الحركة التي يقومون بها.
تعتبر آخر الأبحاث أن قياس الوقت يمكن أن يرتبط بالحركة أكثر من ارتباطه بالساعة الداخلية، بالدليل أن غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بمرض باركنسون من تشويه عميق في إدراك الوقت.
انتهى

#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق