الأحد، 17 يناير 2021

لماذا انهزم دونالد ترامب



الفاصل بين أن تتخذ قرار ذكي و قرار غبيّ هشّ جدّاً، هذه الفكرة جسّدها بغباء دونالد ترامب، عندما شعر بأنه مُحارب من مجموعة الـGafam ، كان عليه أن يقفل حساباته إراديّاً قبل أن يتم حظره، فلو فعل ذلك لانقلبت الموازين كثيراً ولفاز في النزال في آخر جولة بعد تلقيه لكمات متتالية.
لكنه انتظر بغباء الى أن تم حظره قانونياً، أي بحجة دعواة للعنف و الإنفصال وشق الديموقراطية.
في الحقيقة، كان ينتظر العطف من المحكمة، و النصرة من أنصاره، رغم علمه العميق بأن الدولة العميقة أقوى منه و متجذرة منذ عقود، وليس لها سلاح أقوى من فايسبوك و تويتر و يوتيوب لكي تنزل من تشاء و ترفع من تشاء.
ياله من ساذج، اعتقد أن أنصاره يحبونه لأنه شخص يدافع عن القيم اليمينية البروتستانتية، أو لأنه وطني بشكل زائد، أو لأنه لا يعتمد لغة الخشب.
بل إن الشعوب تنتصر لمن يفرض منطقه عليها، عاش الملك، مات الملك، الشعوب لم تعد تأبه للقيم إذا غاب من تحاربه، الشعوب لا تدافع عن القيم لسواد عينها، بل لأنها تعشق الدم و المشاجرة.
إنّ قصة ترامب، تشبه سقوط حكم فيشي في فرنسا، في لحظة ما، كل الفرنسيين كانو بيتينيين (يساندون الماريشال بيتان)، وبعدها كلهم أصبحوا غوليين (يساندون الجنرال ديغول)، و الأمر لا يزيد عن أن الضعيف يحتمي بالقوي طمعا في الشغل و الغذاء.
لا، ليست القيم التي تهزم الفساد، انما ما يهزم الفساد هو ماتدفعه لمحبي القيم كي يحاربوا من أجل ذلك.
نعم، كان على ترامب أن يُظهر المثال، بالإنسحاب طوعاً من كوكب اعداءه، على ان يتم طرده مثل الغلام الذي أكثر من ضرب كرته على الأبواب.

مقالة Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف الـ106.

#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق