المقال الـ62 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف
_
القادم في المقالة هو عبارة عن تجميع لأفكار إدريس في هذا التخصص ، لانه ايضا متخصص في الأدب المقارن و الجيوسياسة ، و بما أننا في عصر المعرفة ، فعلم الأعصاب أصبح من أعمدة العلوم و حديث الساعة.
«أن تنتج أو تستمتع..عليك أن تختار!»
«أن تعمل و تكون عدوّا للبيئة ..أو تكون صديقاً لها بلا انتاج»، هذه أكثر فكرتين مغلوطتين ورثناهم من الثورة الصناعية ، و في الحقيقة، كلّ التطوّر التكنولوجي المعاصر يقول غير هذا.
جميع من حقق جائزة نوبل ، كان عمله هو متعته في نفس الوقت ، الكرة الذهبية لكرة القدم ليس شهادة الباكالوريا ، بل عمل و مهارة و متعة و حب الشيء ذاته قبل كل شيء فقط،
اما الانتاج و التطور التكنولوجي ، فهو ليس خيراً او شرّا في ذاته ، ما يجعله كذلك هو طريقة استعماله!
و هنا نتكلم عن الحكمة العصبيّة ، اي كيف نوظّف العمل العصبي ليقدّم لنا تكنولوجيا صديقة للانسان و الطبيعة و مربحة!
العلم بصفة عامّة لا يخبرنا ما نفعله به و كيف نوظّفه، و هنا تكمن خطورته أو حسنته، و خطورة التطوّر العلمي تكمن في عدم تطوّر الحكمة في استعماله او في تصنيعه!، يقول اسحاق ازيموف «الحضارة التي تنتج كثيراً من التكنولوجيا و قليلاً من الحكمة..فهي في خطر».
و أفضل مثال للحديث عن التباعد بين الحكمة و التكنولوجيا هو ألمانيا النّازيّة و استعمالها تطوّرها العلمي في قهر الشعوب الى ان ابتلع التنين ذيله ، و الو م أ التي ألقت قنبلتها على مناطق هيروشيما و ناكازاكي في اليابان.
أما كمثال لـ التكنولوجيا الحكيمة او علم الاعصاب الحكيم لنتكلم بمصطلح علمي ، هو سيارات تيسلا الكهربائية لمديرها ايلون موسك ، فهي صديقة للبيئة و غير مكلّفة.
اذا على الانسان ان يربط تطوّره بشكل دائم الى الحكمة ، و انا لا تتجاوز اعماله حكمته و عقلانيّته، و الا فتجربة الحرب العالمية الثانية ليست ببعيدة.
انتهى
#عمادالدين_زناف
مقال أكثر من رائع ، اننا في زمن الاعتماد الكلي على التكنولوجيا و الإستعمال المفرط و اللامدروس لها الذي يتزامن مع بداية تغييب التفكير البشري العقلاني
ردحذف