الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020

التجارة المعرفية


اذا قمنا بمسح تاريخي عن تطوّر الدول بعد الحرب العالمية الثانية ، فسوف نجد أمراً واحداً يتكرّر ، كل الدّول التي مسحتها الحروب كألمانيا و كوريا الجنوبية و اليابان و سنغفورة ..قفزت قفزة نوعية في الاقتصاد العالمي، و اذا درسنا هذه الدول فسنجدها انها افقر ما يمكن في الموارد الطبيعيّة، لكنّها تملك ما لا تملكه دول أخرى : احترام العلم و الأبحاث.

المقال الـ 61  للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف

_

ركّز معي جيداً في الآتي:

اذا أعطيت أو بعت مزهريّة الى شخص آخر ، فسأبقى انا بلا مزهريّة.

 اما اذا بعت او اعطيت حِكمة الى شخص آخر ، فستبقى معي حِكمتي.

_

هناك أطراف تتعامل بالمزهريّات ، فإذا نفذت منها ، فستنتظر المال من الطرف الآخر لتعيد صناعة المزهريات مجدّدا، و في فترة الفراغ تلك، هي لا تملك شيئا! فهي لا تُزوّد ذاتها.

و هناك أطراف يتعاملون ببيع المعرفة، إذا وزّعت تلك الأطراف معرفتها على الطرف الآخر ، فلن تنفذ منها تلك المعرفة، و هذا ما يسمّى بالتزويد الذاتي.

_

في الحالة الاولى لدينا مجموعة تعتمد على المواد الملموسة.

و في الحالة الثانية لدينا مجموعة تعتمد على الفكرة المعرفية.

_

رياضياً :

الطرف الأول قد يصل للرقم الف في عدد المزهريات لكنه يضربها في الصفر لأنه يستنفذ ما لديه في كل مرة.

الطرف الثاني قد يصل للرقم الف في المعرفة لكنه يضربها في الرقم واحد لأنه لا يستنفذ ما لديه، فالمعرفة ليست جماداً.

_

عندما تطلب كم الساعة من أحدهم ، فسوف يعطيك الوقت و لا ينفذ منه شيء ، أما اذا طلبت منه ساعته ، فلن يعرف الوقت مجدداً.


_

المجموعة الاولى (المزهريات) تمثل الدول ذات الإقتصاد المادّي.

🇩🇿🇮🇶🇱🇾🇸🇦🇪🇬..

المجموعة الثانية (المعرفة)  تمثل الدول ذات الإقتصاد المعرفي.

🇺🇸🇰🇷🇯🇵🇩🇪🇨🇳..

_


الاولى ينفذ مصدرها المادّي لأنه مُنتهي.

الثانية يتجدد لانه لا يعتمد على المُنتهي.


#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق