الجمعة، 4 ديسمبر 2020

الإنسان أعلى من إنجازاته.


منذ ان طور الانسان الكتابة والتأريخ ،  ترك شهاداته الحضارية في كل عصر،  وكل حضارة،  سطّرت العصور التي سبقتها،  وبما اننا في القرن الحادي و العشرين ، سوف نعمل على  تصنيف العصور التي سبقت عصرنا الحالي،  وهي كالتالي:

العصر الحجري

عصر الحجر المصقول

عصر الحجر المنحوت

عصر  الطهي

العصر البرونزي

العصر الحديدي

عصر الكربون / الشاربون ١

عصر الكربون / البترول والغاز ٢

عصر المعرفة

المقال الـ55 من تقديم عماد الدين زناف.

_

في الصورة رسمة رمزية  للقديس اوغوستين البوني و هو يدعس على الكتب ويتلقى المعرفة مباشرة من النور ،  صوره قد يتم تفسيرها بعدة صور سطحية ،  لكن في الحقيقة هذه الصورة تمثل عملية « المزيد من المعرفة» ،  ورمزيه دعسه على الكتب ليس احتقارا للعلم،  بل ان ذلك العلم من صنيعه الانسان،  والانسان اعلى مما يصنعه.

الكثير من الناس لا يعرف بان الى غايه 1840م لم يكن هناك  حذاء  مقسم  بما يلائم الرجل اليمنى والرجل اليسرى،  اي ان الزوج متطابق تماما في الحجم والشكل ،  اذا طلب منك مصلح الأحذية بأن  على قدمك ان تتأقلم مع الحذاء، وليس الحذاء ان يتلاءم مع قدمك ،   فستعلم مباشره بانه ضحيه صناعته وليس سيّداً لصانعته! 

مثلما هو من المنطقي بأن نقول أن الحذاء من يتأقلم وشكل القدم و ليس العكس،  فعلى المعرفة ان تتأقلم وتطور الانسان وتطور عقله وتفكيره،  ولا نخضع الانسان  للمنطق المعرفي الذي صنعه هو.

اذا كان الانسان هو من صنع  المدارس و الجامعات،  ورسم منظومه خاصة للتعليم ،  وقرر ما هو  واجب ان يعرفه الطفل والمراهق والبالغ،  فمن غير المعقول  ان يحصر نفسه في قانونه.

يقول  ايلون موسك  مدير شركه تيسلا واكس سبايس :  شهادتك لا تساوي شيئا،  وهو محق تماما  اذا اخذناها من الجانب الفكري والفلسفي ، لان تلك الشهادة صناعة انسانية،  وعندما يصنع الانسان شيئا فهو يتجاوزه تماما في الثانية التي  تأتي وراء تلك الصناعة،  الانسان باحث  مستمر عن المعرفة،  اما اذا تكلمنا عن الشهادة الاجتماعية ،  فهي تمثل معرفه ذلك الشخص بالإنسان السابق اكثر من غيره  لا اكثر.

اذا  صنع الانسان حذاء لكي يلبسه ، وظهر  له عمليا بان ذلك الحذاء  اكبر او اصغر بكثير من قدمه،  فعليه ان يصنع حذاء اخر، لا ان يرغم قدمه على التأقلم معه.

كذلك الحال في الدول،  اذا فرض نظام فلسفي اقتصادي على دوله وشعب ، حضاريا غير مهيئين للعمل به،  فليس على الدولة والشعب التأقلم مع النظام الفلسفي الاقتصادي،  بل على تلك الدولة والشعب صناعه نظام فلسفي اقتصادي يتماشى وحضارة ومفهوم ذلك الشعب،  فلكل فكر سياسي واقتصادي  حدوده المعرفية،  بما انه صنيعه الانسان.

كل الكوارث التي تمر عليها البلدان،  تأتي جراء  فرض منطق انساني منتهي ،  او غير ملائم في ظروف معينة.

الانسان اعلى من الاهرامات واعلى من  الإمبراطورية الرومانية واعلى من برج بابل و  الحدائق المعلقة  وصور الصين العظيم.

 علينا ان نعلم بان كل ما صنعه الانسان  يتجاوزه ،  يمكنكم العودة الى مقال تأثير بانيستر ،  لمعرفه بان  ما يعيق الانسان هو  مفهومه و نظرته على صناعه الانسان نفسه،  وان الانسان اذا تعالى وتجاوز صناعة الانسان،  فلن يتوقف على التطور وعلى السباحة في هذا العالم اللامتناهي.


انتهى


#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق