التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أنشودة الفرح .. فريدريش شيلر

 

فريدريش فون شيلر، هو الشاعر الفيلسوف في ألمانيا، وتلميذ ايمانويل كانط النجيب، ولد في 10 نوفمبر 1759 وتوفي في 9 ماي 1805

لم يكُن شيلر شاعراً وفيلسوفاً فحسب، بل كان مسرحيّاً وملحميّاً.

ينتمي هذا الأديب للمدرسة الكلاسيكية الألمانية ويعتبر من أحد مؤسّسيها وروّادها، بحيث سأعمل على ابراز أعماله في هذا المقال.

المقال الـ 87 للكاتب عماد الدين زناف.

_

تتميز أعماله بصداقته الكبيرة مع جوته، الشاعر الكبير، لكنه قد تجاوز الأخير، وأثر بشدة وأثر على الرومانسية الألمانية، وسمح بإعادة ولادة الأدب الألماني وإعادة اختراع الشكل المسرحي بشكل عام.

في قصيدة  أنشودة الفرح، an dei freude دعى إلى الوحدة الإنسانية والأخوة بين الشعوب، حيث شارك شيلر رؤيته لعالم أكثر اتحادًا وترابطاً، فما هو سره؟

 بكل بساطة، كان فرحاً ويدعو للفرح، بالنسبة للشاعر، الفرح هو القادر على تجميع ما تُقسّمه العادات، كما أنه يناشد الإله الذي يراه وسيلة للوصول إلى هذا الفرح، وفي السياق كان يدعو الناس دائما للبحث عن "الخالق" والتعمق فيه.

أُخذت سطور القصيدة "جزئيًا" من الملحن العملاق لودفيج فان بيتهوفن للحركة الرابعة والأخيرة من السيمفونية رقم 9.

وفي عام 1985، بعد أن عينه مجلس أوروبا ولفترة من الوقت "نشيدًا لأوروبا"، أصبح هو النشيد الرسمي للاتحاد الأوروبي.

من الناحية الأسلوب، تتكون القصيدة من ثماني المقاطع ذات القوافي المتقاطعة، إذا هي موضوعة بشكل كلاسيكي إلى حد ما.

اما عن الحقول المعجمية المستعملة لـ "للفرح"، فهي متطرفة للغاية لأنها تريد إيصال معناه الحقيقي، وتلك الروحانية توحي بلمسات رومانسية، كان هذا الجانب مدعوماً أيضًا بعديدٍ من علامات التعجب، والتي تنقل سعادة وحماس كبيرين في تلك الأسطر

أنشودة الفرح

أيتها الفرحة، يا أيتها الشرارةَ الجميلةَ

يا اِبنةً من أرض الخلود،

ندخل، متوهّجين انتشاءً،

ملاذَكِ القدسيَّ، عَـبـرَ الأثيـر،

حيث أسحارُكِ تعيد رَبْطَ

ما قطّعه سيف اختلاف الزيّ.

يصبح الشّحاذون إخوةَ الأمراءِ

أينما يرفرف جناحُكِ الرقيق.


انتهى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابن بطوطة.. الذي لم يغادر غرفته

ابن بطوطة، الرّحالة الذي لم يغادر غرفته. مقال عماد الدين زناف. ليسَ هذا أول مقال يتناول زيفَ الكثير من أعمالِ المؤرخين القدامى، الذين كانوا يكتبون للسلاطين من أجل التقرّب منهم، ومن ذلك السعيُ للتكسّب، ولن يكون الأخير من نوعه. الكتب التاريخية، وأخص بالذكر كتب الرّحالة، هي عبارة عن شيءٍ من التاريخ الذي يضع صاحبها في سكّة المصداقية أمام القارىء، ممزوجِ بكثيرٍ من الروايات الفانتازيّة، التي تميّزه عن غيره من الرحالة والمؤرخين. فإذا اتخذَ أحدنا نفس السبيل الجغرافي، فلن يرى إلا ما رآه الآخرون، بذلك، لن يكون لكتاباته أيّ داعٍ، لأن ما من مؤرخ ورحّالة، إلا وسُبقَ في التأريخ والتدوين، أما التميّز، فيكون إما بالتحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي، أو بابتداع ما لا يمكن نفيُهُ، إذ أن الشاهد الوحيد عن ذلك هو القاصّ نفسه، وفي ذلك الزمن، كان هناك نوعين من المتلقين، أذن وعين تصدق كل ما تسمع وتقرأ، وأذن وعين لا تلتفت إلا لما يوافق معتقدها أو عقلها.  الهدف من هذا المقال ليس ضربُ شخص ابن بطوطة، لأن الشخص في نهاية المطاف ما هو إلا وسيلة تحمل المادة التي نتدارسها، فقد يتبرّأ ابن طوطة من كل ما قيل أنه قد كتبه، ...

مذكرة الموت Death Note

إذا كُنت من محبّي المانجا و الأنيم، من المؤكد أنه لم تفتك مشاهدة هذه التُّحفة المليئة بالرسائل المشفّرة. هذا المسلسل اعتمد على عدّة ثقافات و إيديولوجيات و ارتكز بشكل ظاهريّ على الديكور المسيحي، في بعض اللقطات و المعتقدات. المقال الـ104 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  _ الرواية في الأنيم مُقسّمة الى 37 حلقة، الشخصيات فيها محدّدة و غير مخفية. تبدأ القصة بسقوط كتاب من السّماء في ساحة الثانوية موسوم عليه «مذكرة الموت» ،حيث  لمحه شاب ذكيّ يُدعى ياغامي رايتو، و راح يتصفحه، احتفظ به، رغم أنه أخذها على أساس مزحة ليس الّا، و بعد مدّة قصيرة اكتشف ان المذكرة "سحريّة"، يمكنه من خلالها الحكم على ايّ كان بالموت بعد اربعين ثانية من كتابة اسمه و طريقة موته بالتفصيل. لم تسقط المذكرة عبثاً، بل اسقطته شخصية تُسمى ريوك، من العالم الآخر، وكانت حجة ريوك هي: الملل والرغبة في اللعب. كلُ من يستعمل مذكرة الموت يطلق عليه اسم " كيرا".  بعدها تسارعت الأحداث بعدما أصبح "كيرا" يكثّف من الضحايا بإسم العدل و الحق، فقد كان منطلقه نبيلاً: نشر العدل و القضاء على الجريمة في الأرض....

أخلاق العبيد، نيتشه والمغرب الأقصى

مفهوم أخلاق العبيد عند نيشته، المغرب الأقصى مثالا. مقال عماد الدين زناف. فريدريش نيتشه، حين صاغ مفهومه عن «أخلاق العبيد» في مُعظم كتبه، لم يكن يتحدث عن العبودية الملموسة بالمعنى الاجتماعي أو الاقتصادي، أو بمعنى تجارة الرّق. بل تحدّث عن أسلوب في التفكير نِتاجَ حِقدٍ دفين وخضوع داخلي يولد مع الأفراد والجماعة. إذ بيّن أن الضعفاء، العاجزين عن تأكيد قوتهم، اخترعوا أخلاقًا تُدين الأقوياء، فرفعوا من شأن التواضع والطاعة فوق ما تحتمله، حتى أنها كسرت حدود الذل والهوان. ومن هذا المنطلق يمكن رسم موازاة مع خضوع شعب المغرب الأقصى لنظام المخزن. إذ أنها سلطة شكّلت لعقود علاقة هرمية تكاد تكون مقدسة بين الحاكمين والمحكومين. وما يلفت النظر هو أنّ هذا الخضوع لم يُقبل فقط بدافع الخوف والريبة، بل تَمَّ استبطانه كفضيلة بل وعمل أخلاقيًا. فالطاعة أصبحت عندهم حكمة، والعبودية وَلاءً، والاعتماد على الغير، أيًّ كانت مساعيه في دولتهم عبارة عن صورة من صور الاستقرار. نيتشه قال «نعم للحياة»، لكنها استُبدلت بـ«لا» مقنّعة، إذ جرى تحويل العجز التام على تغيير الظروف إلى قيمة، وتحويل الذل إلى فضيلة الصبر، وعندما عبّر قائلا...