الجمعة، 25 ديسمبر 2020

التمتع بالعلم (العلم المرح)



كيف تُخضع المواضيع المُركبّة الى الدّرس و التّدريس المَرِح؟، يقول الفزيائي صاحب جائزة نوبل ريشارد فينمان أنك يجب أن تفهم الموضوع بكل تعقيده، و تشرحه بكل بساطة و مرح، مشبها ذلك بشرحنا للأطفال المعاني المعقدة مثل الموت.
المقال الـ81 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف 
_
عندما تستمع لمدرّس فالأطوار التعليمية، أو في الجامعة، و حتى في المحاضرات و الملتقيات، ستشعر رغماً عنك بحب المُلقي لما يُلقيه عن الناس، براحته في الموضوع الذي يتكلم فيه، سوف تشعر مباشرة اذا كان بإمكانه الحديث عنه لساعات، أم انه ينتظر نهاية وقت المحاضرة او الحصة.
و هذا الأمر، و رغم أهمّيته البيداغوجية، الّا أنّه لا يأخذ الاهتمام اللازم للمُكوّنين و المؤطرين، فالأكاديميّ لا يبحث سوى عن حشو المعلومات و الزّج بها في مسامع الحضور.
و قد تبيّن أنّ حشو المعلومات و تكثيفها لا يُجدي تماماً، انّما هو صراع الـego، فقد يضع المحاضر نفسه في مرتبة البرهنة أنه يستحق منصبه، أكثر من محاولة الشرح الحقيقية للموضوع الذي يتكلّم فيه.
و عند الكلام، لا يهتم العديد من المدرسين و المحاضرين للجانب الممتع للإلقاء، فالمتعة تجذب الانتباه أكثر من المعلومة نفسها، فوجب على الملقي ان يدرج المعلونة في قالب مُمتع اذا كان فعلاً مهتما بأن يُفهم موضوعه، و ليس أنه يتواجد في المنصة لأنه "يستحق التواجد".
اذا وضعت مجموعة فواكه في سلّة جميلة، سيكون مظهرها أكثر جاذبية، و ستجذب الكثير من الانتباه، اما اذا وضعتهم في كيس أسود متشعّب، فلن يتغير من الفاكهة شيء، لكن المظهر الكلّي غير جذّاب، فلن يطيل أحد النظر فيها.
مهمة المحاضر تختلف عن الكتاب، الكتب البيداغوجية لا تهتم كثيراً للجانب الممتع، لانها لا تحدد مطالعتها زمنيا، يمكنك تصفحه وقت ما تشاء، اما الانسان فوق المنصة، فهو ملزم على التكلم في موضوع في مدة زمنية معينة، فإذا أهمل الجانب الممتع و التبسيط، فقد عجز عن تأدية واجبه.
و ليس الأمر في تكثيف و حشو المعلومات، بل الأهم كسب انتباه المستمع لأكثر وقت ممكن، حتى لو تكلمت عن أمرين أو ثلاثة، لأنها ستعود على الجميع بالمنفعة: 
للمُحاضر ، على أنه استاذ مُميّز.
و للمستمع، على أنه استفاد و استمتع، و سوف يكون مستعداً للحضور مرة أخرى، اذا ماكان الأستاذ نفسه موجوداً.

انتهى

#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق