الخميس، 24 ديسمبر 2020

مُختارات من "المُختصر" لـ ابكتيتوس

ينتمي إلى المدرسة الفلسفية التي أسسها زينون الرواقي 



كان إبيكتيتوس عبداً، وتعلم الحكمة على الفيلسوف الرواقي موزُنيوس روفوس لكنه أعتق بعد وفاة الملك «نيرون» عام 68 ، وفي عام 89م نفاه الإمبراطور الديكتاتور دوميتيانوس من روما فرحل إلى مدينة نيكوبوليس حيث قضى بقيّة عمره يعلم الفلسفة ومات فيها.

أخذ جميع الرواقيين منهج المؤسس زينون، و كان أشهر الرواقيين: زينون، ابكتيتوس، سينيكا، و الامبراطور ماركوس أوريلسوس.

المقال الـ79 للكاتب عماد الدين زناف 

_

المُختصر، من أشهر كتب الفلسفة على الاطلاق، وقد جمع فيه ابكتيتوس عديد الأفكار التي ترسم هيكل الفكر الرواقي على الاطلاق، فقط تكلّم على كل جوانب الحياة من الفهوم الفردي النفسي، ولا يزال هذا الكتاب مصدر الهام لكل المهتمين بالفكر و الفلسفة عبر العالم.


 

:عندما تحدّث عن الصفاء

إذا شئت أن تُحرِز تقدُّمًا فلتُقلِع عن مثل هذه الاستدلالات:
«إذا أهملتُ شئوني فلن أجِدَ لي سندًا.»
«ما لم أقوِّم خادمي فسوف يسوء حالُه.»
فلأنْ تموتَ جوعًا، فتشْفَى بذلك من الأسى والخوف، خيرٌ لك من أن تعيش غنيًّا معتكر المزاج. ولأن يكون خادمك سيئًا خيرٌ لك من أن تكون أنت تعيسًا.
فلتبدأ من أصغر الأشياء: انسكَبَ شيءٌ من الزيت؟ سُرِق النبيذ؟ قل: «هذا ثمنُ خُلوِّ البال وصفاء النفس، ولكلِّ شيء ثمن.»، اذا ناديتَ خادمك، فاذكر أنَّه قد لا يُجيبك. وإذا أجابك فقد لا يُنفِّذ ما تريده. غير أنه ليس من السطوة بحيث يكون بمقدور مثله أن يعكِّر صفوك.

 


عليك أن تختار ..
إذا شئتَ أن تُحرِز تقدُّمًا فلا تستنكِفْ أن تبدو بليدًا ساذجًا تجاه الأمور الخارجية. 
لا ترغب في أن يظنَّك الناسُ عليمًا بأي شيء. وإذا بدا للبعض أنك ذو شأن فلا تثق في نفسك. ولتعلم أنك لا يمكنك أن تبقى منسجمًا بإرادتك مع الطبيعة، وأن تضمن لنفسك الأشياء الخارجية في الوقت نفسه؛ ذلك أنَّ المرء إذا اهتم بهذه فلا مناصَ له من أن يُهمِلَ تلك.



وعن الاهانة قال

إذا أهانك أحدٌ بالقول أو الفعل، فتذكَّرْ أنه يفعل أو يقول ذلك لأنه يراه موافقًا له؛ فمن غير الممكن له أن يتَّبع ما يبدو لك أنت صوابًا بل ما يبدو صوابًا له هو؛ وبالتالي فإذا كان على خطأ في رأيه يكون هو الطرف المُضار، من حيث هو الطرف المضلَّل؛ ذلك أن مَن يأخذ قضيةً صادقةً على أنها كاذبة فإنه لا يضرُّ القضية، بل يضر نفسه بضلاله في شأنها. إذا انطلقتَ إذن من هذه المبادئ فسوف تكون متسامحًا مع من يُهينك، قائلًا لنفسك في كل مناسبة: «هكذا يبدو له الأمر.»

انتهى


#عمادالدين_زناف

هناك تعليق واحد: