التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ليبنيتز .. كل شيء تمام!

انه فيلسوف التفاؤل.


_
جوتفريد ليبنيز، تعهد فولتير أن يقدمه للعالم على صورة رجل غبي وساذاج، ومع ذلك ، تم تكريم الفيلسوف وعالم اللغة الألماني في تقويم في الأول من جويلية الفراط بـ رسم شعار مُبتكر يستحضر بشكل خاص البعد الرياضي لهذا العبقري..
المقال الـ77 للكاتب عماد الدين زناف

ولد جوتفريد فيلهلم ليبنيز في لايبزيغ في الأول من جويلية عام 1646 ، ليموت في هافوفر في نوفمبر 1716.
وقد تراكمت لديه المهن ، من الفلسفة إلى الرياضيات ، وكان أيضًا أمين المكتبة و عالم في اللغة،أما في تاريخ الفكر والمفكرين الألمان ،فهو يُعتبر أحد آخر العباقرة العالميين..
نجح في توقع أدوات الكمبيوتر على بعد أكثر من ثلاثة قرون باستخدام أداة حساب التفاضل والتكامل ، والتي تسمح بإجراء حسابات معقدة للغاية،مثّل حرفياً شكل من أشكال الخوارزمية.
ومن هذا المنظور ، تخيل الفيلسوف آلة قادرة على أداء هذه الحسابات لتوثيق الحقيقة.

بالنسبة للبعض ، فإن آلة تورينج ، التي تندرج تحت علم الكمبيوتر النظري كنموذج تجريدي لعمل أجهزة الحوسبة الميكانيكية ، هي سليلة لما يسمى التفاضل والتكامل.

و كونه ميتافيزيقيًا ، نجح في فرض برهانين على وجود الرب ، تم تحديد الدراسة على الجانب الوجودي و الكوسمولوجي.
و رغم ايمانه بوجد الشر ، الا انه يؤمن بـالإحسان الإلهي وقدرته المطلقة فقد قال جملته الشهيرة، كل شيئ على ما يرام في أحسن العوالم..

كان في نفس الوقت مهندسا للعالم المادي ، وأيضًا وقبل كل شيء ملك الأرواح، فقد كان روحانيا متصوفا ، الأمر الذي جعله يظن ان خلق الكون هو أفضل دولة ممكنة في ظل حكومة أقوى الملوك وأكثرهم حكمة.
ورغم كل الصعوبات التي واجهها ، لم يميل الا الى التفكير بشكل معقول ، لا يوجد شيء سامٍ مثل حكمة الله، ، ولا شيء مثل أحكامه ، ولا شيء نقي مثل قداسته ، ولا شيء أعظم من صلاحه، هكذا يقول..

، هذا لأننا في أفضل العوالم الممكنة: لقد قام الله بتحسين الكون ، ومن بين جميع الحلول المتاحة له ، فإن الخيار الذي نعيش فيه هو الخيار الأكثر فعالية، لأنه خياره.
من الصعب تصديق أن هذه الحجة مقنعة لأشخاص مثل فولتير الساخر،.
الذي قال، المسكين يعتقد أن كل شيء على ما يرام، فليقل ذلك لزلزال لشبونة !
لكنه تناسى ، أن زلزال لشبونة حرر كل مستعمراتها مثل البرازيل و أنجولا.. كل شيء على ما يرام !

انتهى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابن بطوطة.. الذي لم يغادر غرفته

ابن بطوطة، الرّحالة الذي لم يغادر غرفته. مقال عماد الدين زناف. ليسَ هذا أول مقال يتناول زيفَ الكثير من أعمالِ المؤرخين القدامى، الذين كانوا يكتبون للسلاطين من أجل التقرّب منهم، ومن ذلك السعيُ للتكسّب، ولن يكون الأخير من نوعه. الكتب التاريخية، وأخص بالذكر كتب الرّحالة، هي عبارة عن شيءٍ من التاريخ الذي يضع صاحبها في سكّة المصداقية أمام القارىء، ممزوجِ بكثيرٍ من الروايات الفانتازيّة، التي تميّزه عن غيره من الرحالة والمؤرخين. فإذا اتخذَ أحدنا نفس السبيل الجغرافي، فلن يرى إلا ما رآه الآخرون، بذلك، لن يكون لكتاباته أيّ داعٍ، لأن ما من مؤرخ ورحّالة، إلا وسُبقَ في التأريخ والتدوين، أما التميّز، فيكون إما بالتحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي، أو بابتداع ما لا يمكن نفيُهُ، إذ أن الشاهد الوحيد عن ذلك هو القاصّ نفسه، وفي ذلك الزمن، كان هناك نوعين من المتلقين، أذن وعين تصدق كل ما تسمع وتقرأ، وأذن وعين لا تلتفت إلا لما يوافق معتقدها أو عقلها.  الهدف من هذا المقال ليس ضربُ شخص ابن بطوطة، لأن الشخص في نهاية المطاف ما هو إلا وسيلة تحمل المادة التي نتدارسها، فقد يتبرّأ ابن طوطة من كل ما قيل أنه قد كتبه، ...

مذكرة الموت Death Note

إذا كُنت من محبّي المانجا و الأنيم، من المؤكد أنه لم تفتك مشاهدة هذه التُّحفة المليئة بالرسائل المشفّرة. هذا المسلسل اعتمد على عدّة ثقافات و إيديولوجيات و ارتكز بشكل ظاهريّ على الديكور المسيحي، في بعض اللقطات و المعتقدات. المقال الـ104 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  _ الرواية في الأنيم مُقسّمة الى 37 حلقة، الشخصيات فيها محدّدة و غير مخفية. تبدأ القصة بسقوط كتاب من السّماء في ساحة الثانوية موسوم عليه «مذكرة الموت» ،حيث  لمحه شاب ذكيّ يُدعى ياغامي رايتو، و راح يتصفحه، احتفظ به، رغم أنه أخذها على أساس مزحة ليس الّا، و بعد مدّة قصيرة اكتشف ان المذكرة "سحريّة"، يمكنه من خلالها الحكم على ايّ كان بالموت بعد اربعين ثانية من كتابة اسمه و طريقة موته بالتفصيل. لم تسقط المذكرة عبثاً، بل اسقطته شخصية تُسمى ريوك، من العالم الآخر، وكانت حجة ريوك هي: الملل والرغبة في اللعب. كلُ من يستعمل مذكرة الموت يطلق عليه اسم " كيرا".  بعدها تسارعت الأحداث بعدما أصبح "كيرا" يكثّف من الضحايا بإسم العدل و الحق، فقد كان منطلقه نبيلاً: نشر العدل و القضاء على الجريمة في الأرض....

أخلاق العبيد، نيتشه والمغرب الأقصى

مفهوم أخلاق العبيد عند نيشته، المغرب الأقصى مثالا. مقال عماد الدين زناف. فريدريش نيتشه، حين صاغ مفهومه عن «أخلاق العبيد» في مُعظم كتبه، لم يكن يتحدث عن العبودية الملموسة بالمعنى الاجتماعي أو الاقتصادي، أو بمعنى تجارة الرّق. بل تحدّث عن أسلوب في التفكير نِتاجَ حِقدٍ دفين وخضوع داخلي يولد مع الأفراد والجماعة. إذ بيّن أن الضعفاء، العاجزين عن تأكيد قوتهم، اخترعوا أخلاقًا تُدين الأقوياء، فرفعوا من شأن التواضع والطاعة فوق ما تحتمله، حتى أنها كسرت حدود الذل والهوان. ومن هذا المنطلق يمكن رسم موازاة مع خضوع شعب المغرب الأقصى لنظام المخزن. إذ أنها سلطة شكّلت لعقود علاقة هرمية تكاد تكون مقدسة بين الحاكمين والمحكومين. وما يلفت النظر هو أنّ هذا الخضوع لم يُقبل فقط بدافع الخوف والريبة، بل تَمَّ استبطانه كفضيلة بل وعمل أخلاقيًا. فالطاعة أصبحت عندهم حكمة، والعبودية وَلاءً، والاعتماد على الغير، أيًّ كانت مساعيه في دولتهم عبارة عن صورة من صور الاستقرار. نيتشه قال «نعم للحياة»، لكنها استُبدلت بـ«لا» مقنّعة، إذ جرى تحويل العجز التام على تغيير الظروف إلى قيمة، وتحويل الذل إلى فضيلة الصبر، وعندما عبّر قائلا...