التخطي إلى المحتوى الرئيسي

السخرية التي أصبحت مجدا

 

قوبل أبيه لوماتر البلجيكي باعتراض شديد من البروتستانت الأمريكيين، بعد فرضية الذرة البدائية المناهضة لفكرة الانجيل ان عمر الأرض لا يتعدى الخمسة آلاف سنة.



هذا العالم أصبح محل سخرية بالنسبية لعلماء الفضاء، المؤمنين بفرضية الكون الثابت، و التي دعمها أنشتاين نفسه.

اعتقد ابيه ان الرب لا متناهي العظمة، اذا على الكون أن يكون صغيرا جدا بالمقارنة.

بهذا المنطلق، اختلق معادلات بلا أي تجربة علمية تذكر، كي يثبت ذلك..

الى ان وصل الحال بالبروفيسر في كامبريج فريد هويل fred hoyle  بقوله ساخرا من أبيه :



" هل تصدقون هذا، هل تصدون ان الكون قد ولد عن طريق عملية "big bang " "

اليوم أصبحت هذه السخرية الاسم الرسمي لهذه النظرية التي يقبلها معظم علماء الفيزياء و الفلك.

حيث كانت الفكرة الكامنة وراء فرضية الذرة البدائية التي اصبح اسمها بيغ بونغ، مدفوعة بحقيقة أو قاعدة " توسع الكون " ، الذي اكتشفه إدوين هابل في عام 1929 ، بعد أن تنبأ به جورج لوميتر ، يعني أن الكون كان أكثر كثافة وأكثر دفئا في الماضي.



افترض العالم لوماتر أن الكون قد ظهر من نوع من النواة الذرية العملاقة ، والتي كان من الممكن أن تتفكك بسبب عدم استقرارها المتأصل.

 تم دعم هذه الفكرة من خلال ملاحظة أنه لا يوجد شيء مثل النواة الذرية الثقيلة بشكل تعسفي اليوم ، حيث تحتوي أثقل العناصر المستقرة على ما يزيد قليلاً عن 200 نواة.

 كانت الذرة البدائية ، في هذا السياق ، نوعًا من النواة الذرية التي تضم جميع نوى الكون ، والتي كانت طاقتها المنبعثة من الانشطار ستؤدي إلى توسع الكون.

حيث رأى لوماتر Lemaître في الأشعة الكونية ، المكتشفة قبل فترة وجيزة (في عام 1912 من قبل فيكتور فرانز هيس) ، تأكيدًا غير مباشرا لفرضيته: أن الأشعة الكونية المقابلة لتفكك أجزاء معينة من الذرة البدائية لا تزال ضخمة جدًا.

آمن بتلك الفكرة.


انتهى 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابن بطوطة.. الذي لم يغادر غرفته

ابن بطوطة، الرّحالة الذي لم يغادر غرفته. مقال عماد الدين زناف. ليسَ هذا أول مقال يتناول زيفَ الكثير من أعمالِ المؤرخين القدامى، الذين كانوا يكتبون للسلاطين من أجل التقرّب منهم، ومن ذلك السعيُ للتكسّب، ولن يكون الأخير من نوعه. الكتب التاريخية، وأخص بالذكر كتب الرّحالة، هي عبارة عن شيءٍ من التاريخ الذي يضع صاحبها في سكّة المصداقية أمام القارىء، ممزوجِ بكثيرٍ من الروايات الفانتازيّة، التي تميّزه عن غيره من الرحالة والمؤرخين. فإذا اتخذَ أحدنا نفس السبيل الجغرافي، فلن يرى إلا ما رآه الآخرون، بذلك، لن يكون لكتاباته أيّ داعٍ، لأن ما من مؤرخ ورحّالة، إلا وسُبقَ في التأريخ والتدوين، أما التميّز، فيكون إما بالتحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي، أو بابتداع ما لا يمكن نفيُهُ، إذ أن الشاهد الوحيد عن ذلك هو القاصّ نفسه، وفي ذلك الزمن، كان هناك نوعين من المتلقين، أذن وعين تصدق كل ما تسمع وتقرأ، وأذن وعين لا تلتفت إلا لما يوافق معتقدها أو عقلها.  الهدف من هذا المقال ليس ضربُ شخص ابن بطوطة، لأن الشخص في نهاية المطاف ما هو إلا وسيلة تحمل المادة التي نتدارسها، فقد يتبرّأ ابن طوطة من كل ما قيل أنه قد كتبه، ...

مذكرة الموت Death Note

إذا كُنت من محبّي المانجا و الأنيم، من المؤكد أنه لم تفتك مشاهدة هذه التُّحفة المليئة بالرسائل المشفّرة. هذا المسلسل اعتمد على عدّة ثقافات و إيديولوجيات و ارتكز بشكل ظاهريّ على الديكور المسيحي، في بعض اللقطات و المعتقدات. المقال الـ104 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  _ الرواية في الأنيم مُقسّمة الى 37 حلقة، الشخصيات فيها محدّدة و غير مخفية. تبدأ القصة بسقوط كتاب من السّماء في ساحة الثانوية موسوم عليه «مذكرة الموت» ،حيث  لمحه شاب ذكيّ يُدعى ياغامي رايتو، و راح يتصفحه، احتفظ به، رغم أنه أخذها على أساس مزحة ليس الّا، و بعد مدّة قصيرة اكتشف ان المذكرة "سحريّة"، يمكنه من خلالها الحكم على ايّ كان بالموت بعد اربعين ثانية من كتابة اسمه و طريقة موته بالتفصيل. لم تسقط المذكرة عبثاً، بل اسقطته شخصية تُسمى ريوك، من العالم الآخر، وكانت حجة ريوك هي: الملل والرغبة في اللعب. كلُ من يستعمل مذكرة الموت يطلق عليه اسم " كيرا".  بعدها تسارعت الأحداث بعدما أصبح "كيرا" يكثّف من الضحايا بإسم العدل و الحق، فقد كان منطلقه نبيلاً: نشر العدل و القضاء على الجريمة في الأرض....

أخلاق العبيد، نيتشه والمغرب الأقصى

مفهوم أخلاق العبيد عند نيشته، المغرب الأقصى مثالا. مقال عماد الدين زناف. فريدريش نيتشه، حين صاغ مفهومه عن «أخلاق العبيد» في مُعظم كتبه، لم يكن يتحدث عن العبودية الملموسة بالمعنى الاجتماعي أو الاقتصادي، أو بمعنى تجارة الرّق. بل تحدّث عن أسلوب في التفكير نِتاجَ حِقدٍ دفين وخضوع داخلي يولد مع الأفراد والجماعة. إذ بيّن أن الضعفاء، العاجزين عن تأكيد قوتهم، اخترعوا أخلاقًا تُدين الأقوياء، فرفعوا من شأن التواضع والطاعة فوق ما تحتمله، حتى أنها كسرت حدود الذل والهوان. ومن هذا المنطلق يمكن رسم موازاة مع خضوع شعب المغرب الأقصى لنظام المخزن. إذ أنها سلطة شكّلت لعقود علاقة هرمية تكاد تكون مقدسة بين الحاكمين والمحكومين. وما يلفت النظر هو أنّ هذا الخضوع لم يُقبل فقط بدافع الخوف والريبة، بل تَمَّ استبطانه كفضيلة بل وعمل أخلاقيًا. فالطاعة أصبحت عندهم حكمة، والعبودية وَلاءً، والاعتماد على الغير، أيًّ كانت مساعيه في دولتهم عبارة عن صورة من صور الاستقرار. نيتشه قال «نعم للحياة»، لكنها استُبدلت بـ«لا» مقنّعة، إذ جرى تحويل العجز التام على تغيير الظروف إلى قيمة، وتحويل الذل إلى فضيلة الصبر، وعندما عبّر قائلا...