الاثنين، 14 ديسمبر 2020

عن اتخاذ القرارات المفصلية

 

الحرب، هي استكمال السياسة بأدوات أخرى.




كارل فون كلاوزفيتز

جنرال ومؤرخ حربي بروسي " ألمانيا" من أهم مؤلفاته كتاب عن الحرب.



يقول كارل أيضا بأن أول ضحايا الحروب هي الحقيقة، هناك ضبابية في بداية الحروب وتلك الضبابية هي الحقيقة غير الكاملة، وهو أمر طبيعي ألا تكون الحقيقة كاملة، وأن تكون هناك معلومات ناقصة أو مغلوطة، لكن هذا لا يمنعنا من التحرك والمقاومة والعمل على إيجاد حلول أولية عاجلة لتلك الحقيقة الضبابية!

 في بداية أي أزمة لدينا معلومات قليلة، وضحايا قلة أيضا، أما في نهايتها فلدينا المعلومة كاملة وكثير من الضحايا.

في الظروف العادية وفي حالة السلام، أسهل شيء هو المعلومة الكاملة وهضمها بتأني، أما في الظروف العصيبة، فالمعلومة مكلفة وصعبة المراس، وصعبة الاكتمال، ما يجعلها ضبابية، لضيق وقت استيعابها وهضمها، ما يجعلنا نقع في مصائب متلاحقة.

لذلك تجد الكوادر التي لا تملك خبرة الأزمات، لا تنفعهم شهاداتهم في الأوضاع الحرجة، لأن الحياة العملية تحتاج الخبراء ولا تحتاج أوائل القسم.


في الصورة البروفيسور ديدييه راوولت، صاحب بروتوكول الكلوروكين الناجح.

و لأن الخبير لا ينتظر نهاية المعركة أي اكتمال المعلومة كي يتحرك، بل يتحرك مع بداية الأزمة في الأدوات التي يملكها، أما صاحب الشهادة، الأول في القسم، فقد تعود على اكتمال المعلومة للتحرك، واكتمال المعلومة هنا يعني انتهاء الحرب، فلا جدوى لذلك.

هناك ما يسمى الانسيابية العصبية، والتي يتمرن عليها الفرد كي يكون مرنا مع حالات الطوارئ، ولا ينتظر تصريحا أو جدول أعمال للتدخل.

لذلك نجد أن السيرة الذاتية المليئة بالشهادات لم تعد تغري الشركات الأمريكية،



 بل ان السيرة الذاتية الحقيقة هي سيرة مليئة بالخبرات الميدانية والمليئة بالإخفاقات والتجارب، لأنها سيرة تجسد خبرة الأزمات للفرد، اما الشهادة والنقاط، فهي تجسد اتباع الفرد لأساتذته.

 من الخطورة أن يفكر المرء مرتين قبل أن ينقذ عائلته من حريق في منزله، لأن كل ثانية تمر وهو لا يحرك ساكنا، هي ثانية تكلفهم حياتهم كلها، كذلك حالات الطوارئ، فكل ما تأخر الناس في ردة الفعل، انتظارا للمعلومة الكاملة، وانتهاء الضباب، كلما كلفهم ذلك مصائب أخرى.



انتهى

 

#عمادالدين_زناف

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق