التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تأثير بانستر و العجز المكتسب.

 لا يصدق ... قال الجميع « علماء و رياضيون» أنّهُ أمر من المستحيلات الفيزيولوجية ،بتأكيد من الأطباء وأعضاء هيئة التدريس .. ومع ذلك فقد فعلها!

هذا ما نسميه "العجز المكتسب" أو "تأثير بانيستر" ..

ترجمة و تجميع عماد الدين زناف.

_

تأثير بانيستر جاء من اسم روجر بانيستر ، هذا البريطاني الذي كان في صباح يوم 6 ماي 1954 أول من رفض ما قاله البعض : الوصول لخط النهاية بالتوقيت المعين قبل هذا التاريخ ، كان الجري لمسافة 1609 مترًا بالضبط في أقل من 4 دقائق يعتبر امراً مستحيلًا تمامًا.

حيث قرر الطب أن هذا يمثل جدارًا فيزيولوجي طاقوي لا يمكن التغلب عليه. 

لقد وصل جسم الإنسان إلى حدوده و لم و لن يستطع إنتاج مثل هذا الجهد... بل كان من الخطر تجربته!.

قصة روجر بانيستر هائلة ومفيدة لكل فرد في هذا العالم،

مما لا شك فيه أن إنجازه لم يلهم العدائين فحسب ، بل أظهر أنه لا يمكن لأحد أن يعرف ما هو الممكن وما لا يمكن تحقيقه. 

تأثير بانستر: نحن حدودنا ..فقط!

وأنت ، ما المعتقدات المقيدة التي لديك عن نفسك؟ ما القيد الذي تضعه على نفسك؟ ..ما لا تحاول فعله خوفًا من الفشل أو لمجرد أن الآخرين يرون أنه مستحيل أو أنك لا تشعر أنك تستطيع فعل ذلك.. 

لأن هناك نوعين من الناس: أولئك الذين يعتقدون أنهم يستطيعون فعل ذلك والذين يعتقدون العكس. 

وفي كلتا الحالتين أمرهم رهن التجربة ..لكن من يظنون انهم لا يستطيعون فهم يعانون من تأثير «العجز المكتسب».

العجز المكتسب هو مفهوم صاغه عالم النفس مارتن سيليجمان (الشخص الذي ساعد في ابتكار علم النفس الإيجابي) و هو فقدان الثقة في قدرتك على النجاح من خلال حشد جهودك بعد الفشل المتكرر أو عدم وجود عائد على الاستثمار الأول.

باختصار ، إذا أخبرت شخصًا أنه لا يمكنه ذلك ، فسيصدقه في النهاية ويستسلم قبل أن يحاول حتى. 

ثم يستقيل الفرد ويتحمل ذلك الوضع دون الرغبة في تغيير مساره.

و يعتقد عالم النفس الكندي مارك فاشون أن العجز المكتسب يقوم على ثلاث خصائص:


- الشعور بأن الطبيعي هو : "لن أفعل ذلك أبدًا! "

- الشعور بدور الضحية : "هذا ليس خطأي! انا لا استطيع ان افعل شيئا. "


في نفي السنة استطاع آلاف العدائون بتحطيم الرقم ذاته بفضل بانستر .. الذي كسر طابوهاً "علميا".


انتهى 


#عمادالدين_زناف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابن بطوطة.. الذي لم يغادر غرفته

ابن بطوطة، الرّحالة الذي لم يغادر غرفته. مقال عماد الدين زناف. ليسَ هذا أول مقال يتناول زيفَ الكثير من أعمالِ المؤرخين القدامى، الذين كانوا يكتبون للسلاطين من أجل التقرّب منهم، ومن ذلك السعيُ للتكسّب، ولن يكون الأخير من نوعه. الكتب التاريخية، وأخص بالذكر كتب الرّحالة، هي عبارة عن شيءٍ من التاريخ الذي يضع صاحبها في سكّة المصداقية أمام القارىء، ممزوجِ بكثيرٍ من الروايات الفانتازيّة، التي تميّزه عن غيره من الرحالة والمؤرخين. فإذا اتخذَ أحدنا نفس السبيل الجغرافي، فلن يرى إلا ما رآه الآخرون، بذلك، لن يكون لكتاباته أيّ داعٍ، لأن ما من مؤرخ ورحّالة، إلا وسُبقَ في التأريخ والتدوين، أما التميّز، فيكون إما بالتحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي، أو بابتداع ما لا يمكن نفيُهُ، إذ أن الشاهد الوحيد عن ذلك هو القاصّ نفسه، وفي ذلك الزمن، كان هناك نوعين من المتلقين، أذن وعين تصدق كل ما تسمع وتقرأ، وأذن وعين لا تلتفت إلا لما يوافق معتقدها أو عقلها.  الهدف من هذا المقال ليس ضربُ شخص ابن بطوطة، لأن الشخص في نهاية المطاف ما هو إلا وسيلة تحمل المادة التي نتدارسها، فقد يتبرّأ ابن طوطة من كل ما قيل أنه قد كتبه، ...

مذكرة الموت Death Note

إذا كُنت من محبّي المانجا و الأنيم، من المؤكد أنه لم تفتك مشاهدة هذه التُّحفة المليئة بالرسائل المشفّرة. هذا المسلسل اعتمد على عدّة ثقافات و إيديولوجيات و ارتكز بشكل ظاهريّ على الديكور المسيحي، في بعض اللقطات و المعتقدات. المقال الـ104 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  _ الرواية في الأنيم مُقسّمة الى 37 حلقة، الشخصيات فيها محدّدة و غير مخفية. تبدأ القصة بسقوط كتاب من السّماء في ساحة الثانوية موسوم عليه «مذكرة الموت» ،حيث  لمحه شاب ذكيّ يُدعى ياغامي رايتو، و راح يتصفحه، احتفظ به، رغم أنه أخذها على أساس مزحة ليس الّا، و بعد مدّة قصيرة اكتشف ان المذكرة "سحريّة"، يمكنه من خلالها الحكم على ايّ كان بالموت بعد اربعين ثانية من كتابة اسمه و طريقة موته بالتفصيل. لم تسقط المذكرة عبثاً، بل اسقطته شخصية تُسمى ريوك، من العالم الآخر، وكانت حجة ريوك هي: الملل والرغبة في اللعب. كلُ من يستعمل مذكرة الموت يطلق عليه اسم " كيرا".  بعدها تسارعت الأحداث بعدما أصبح "كيرا" يكثّف من الضحايا بإسم العدل و الحق، فقد كان منطلقه نبيلاً: نشر العدل و القضاء على الجريمة في الأرض....

أخلاق العبيد، نيتشه والمغرب الأقصى

مفهوم أخلاق العبيد عند نيشته، المغرب الأقصى مثالا. مقال عماد الدين زناف. فريدريش نيتشه، حين صاغ مفهومه عن «أخلاق العبيد» في مُعظم كتبه، لم يكن يتحدث عن العبودية الملموسة بالمعنى الاجتماعي أو الاقتصادي، أو بمعنى تجارة الرّق. بل تحدّث عن أسلوب في التفكير نِتاجَ حِقدٍ دفين وخضوع داخلي يولد مع الأفراد والجماعة. إذ بيّن أن الضعفاء، العاجزين عن تأكيد قوتهم، اخترعوا أخلاقًا تُدين الأقوياء، فرفعوا من شأن التواضع والطاعة فوق ما تحتمله، حتى أنها كسرت حدود الذل والهوان. ومن هذا المنطلق يمكن رسم موازاة مع خضوع شعب المغرب الأقصى لنظام المخزن. إذ أنها سلطة شكّلت لعقود علاقة هرمية تكاد تكون مقدسة بين الحاكمين والمحكومين. وما يلفت النظر هو أنّ هذا الخضوع لم يُقبل فقط بدافع الخوف والريبة، بل تَمَّ استبطانه كفضيلة بل وعمل أخلاقيًا. فالطاعة أصبحت عندهم حكمة، والعبودية وَلاءً، والاعتماد على الغير، أيًّ كانت مساعيه في دولتهم عبارة عن صورة من صور الاستقرار. نيتشه قال «نعم للحياة»، لكنها استُبدلت بـ«لا» مقنّعة، إذ جرى تحويل العجز التام على تغيير الظروف إلى قيمة، وتحويل الذل إلى فضيلة الصبر، وعندما عبّر قائلا...