التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عرب فرنسا!

 

الكارثة القادمة التي لا مناص منها هي الحرب الأهلية في فرنسا بين المسلمين «العرب» و أهل الدار.
بصفتي متتبع لكل صغيرة و كبيرة هناك ، اعلم علم اليقين بأن الإرهاب الحقيقي معشّش في فرنسا بأضعاف الأضعاف من بلدان تتعرّض للتفجيرات بشكل دائم.
الأمر كله بدأ عندما استقبلت فرنسا الأفارقة بداية سنوات السبعينييات و وضعتهم في مساكن معزولة مع بعضهم البعض ، تسمى مساكن HLM، مدسوسين مكدسين فوق بعضهم ، لا يتنفسون سوى ثقافة بلدانهم الأصلية مع فقر و بطالة واسعين.
من تمّ تزاوج الافاقدرقة ببعضهم و انجبوا اطفالاً يحملون اسماء عربية تجعلهم فرنسيين المولد لكن فصاميين التفكير ، لا يعرف الى اين ينتمي و من الذي يمثله ، والديه الافارقة المسلمين ام ارض فرنسا التي ولد فيها.
هذا الشاب قنبلة موقوتة بين نارين ، نار العار و التكفير من اقاربه اذا مال لثقافة بلده الذي ولد فيه ، و نار الرفض و العنصرية اذا انطوى على دين و لغتة عائلته.
يتعرض هذا المراهق الى أزمة تعريف عن ذاته ، و ازمة قبول ، و اثبات ، اذا عُنّف من اهله كفر ، و اذا عنّف من الأصليين في البلد تشدّد و اصبح عدوانياً.
الظروف الإقتصادية ، الانعزال الثقافي، الرفض الاجتماعي، اسمه و لقبه، بطالته .. كلها عوامل ترمي الى ارهابيّ صامت ، يأتي اليوم الذي ينطق فيه.
و الضحية هو الإسلام، أكذب ان قلت لا توجد نصوص (من غير القران و السنة ) لا تدعم أفعاله الشنيعة، لكن حتى المسلمين انفسهم لا يجدون لها مخرجاً، فكيف لغير المسلم و على ارضه ان يبررها له.
لسنا في موضوع استعمرونا و نرد لهم الدين، ما هكذا يُردّ الدين، ازمتنا في الدين الذي يُجلد ظهره من كل هذا.
و كما قلت في اوّل المقالة، لا مناص من الحرب الأهلية ، التي تراد من روّاد فلسفة المجتمع العالمي ، لأن الحرب و الاقتتال وحدهما من يصرفان النظر على حكّام العالم السياسي الاقتصادي المعتقدي، .. فالسلام بين الشعوب هو اكبر تهديد على ثروتهم.

#عمادالدين_زناف

تعليقات

  1. مالذي ينتظرنا بعد !! صار الإنسان قنبلة موقوتة كل ماحوله يحثه على الإنفجار...لطفك بالله ..أحسنت النشر أستاذ عماد .

    ردحذف
  2. مالذي ينتظرنا بعد !! صار الإنسان قنبلة موقوتة كل ماحوله يحثه على الإنفجار...لطفك يالله ..أحسنت النشر أستاذ عماد .

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابن بطوطة.. الذي لم يغادر غرفته

ابن بطوطة، الرّحالة الذي لم يغادر غرفته. مقال عماد الدين زناف. ليسَ هذا أول مقال يتناول زيفَ الكثير من أعمالِ المؤرخين القدامى، الذين كانوا يكتبون للسلاطين من أجل التقرّب منهم، ومن ذلك السعيُ للتكسّب، ولن يكون الأخير من نوعه. الكتب التاريخية، وأخص بالذكر كتب الرّحالة، هي عبارة عن شيءٍ من التاريخ الذي يضع صاحبها في سكّة المصداقية أمام القارىء، ممزوجِ بكثيرٍ من الروايات الفانتازيّة، التي تميّزه عن غيره من الرحالة والمؤرخين. فإذا اتخذَ أحدنا نفس السبيل الجغرافي، فلن يرى إلا ما رآه الآخرون، بذلك، لن يكون لكتاباته أيّ داعٍ، لأن ما من مؤرخ ورحّالة، إلا وسُبقَ في التأريخ والتدوين، أما التميّز، فيكون إما بالتحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي، أو بابتداع ما لا يمكن نفيُهُ، إذ أن الشاهد الوحيد عن ذلك هو القاصّ نفسه، وفي ذلك الزمن، كان هناك نوعين من المتلقين، أذن وعين تصدق كل ما تسمع وتقرأ، وأذن وعين لا تلتفت إلا لما يوافق معتقدها أو عقلها.  الهدف من هذا المقال ليس ضربُ شخص ابن بطوطة، لأن الشخص في نهاية المطاف ما هو إلا وسيلة تحمل المادة التي نتدارسها، فقد يتبرّأ ابن طوطة من كل ما قيل أنه قد كتبه، ...

مذكرة الموت Death Note

إذا كُنت من محبّي المانجا و الأنيم، من المؤكد أنه لم تفتك مشاهدة هذه التُّحفة المليئة بالرسائل المشفّرة. هذا المسلسل اعتمد على عدّة ثقافات و إيديولوجيات و ارتكز بشكل ظاهريّ على الديكور المسيحي، في بعض اللقطات و المعتقدات. المقال الـ104 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  _ الرواية في الأنيم مُقسّمة الى 37 حلقة، الشخصيات فيها محدّدة و غير مخفية. تبدأ القصة بسقوط كتاب من السّماء في ساحة الثانوية موسوم عليه «مذكرة الموت» ،حيث  لمحه شاب ذكيّ يُدعى ياغامي رايتو، و راح يتصفحه، احتفظ به، رغم أنه أخذها على أساس مزحة ليس الّا، و بعد مدّة قصيرة اكتشف ان المذكرة "سحريّة"، يمكنه من خلالها الحكم على ايّ كان بالموت بعد اربعين ثانية من كتابة اسمه و طريقة موته بالتفصيل. لم تسقط المذكرة عبثاً، بل اسقطته شخصية تُسمى ريوك، من العالم الآخر، وكانت حجة ريوك هي: الملل والرغبة في اللعب. كلُ من يستعمل مذكرة الموت يطلق عليه اسم " كيرا".  بعدها تسارعت الأحداث بعدما أصبح "كيرا" يكثّف من الضحايا بإسم العدل و الحق، فقد كان منطلقه نبيلاً: نشر العدل و القضاء على الجريمة في الأرض....

أخلاق العبيد، نيتشه والمغرب الأقصى

مفهوم أخلاق العبيد عند نيشته، المغرب الأقصى مثالا. مقال عماد الدين زناف. فريدريش نيتشه، حين صاغ مفهومه عن «أخلاق العبيد» في مُعظم كتبه، لم يكن يتحدث عن العبودية الملموسة بالمعنى الاجتماعي أو الاقتصادي، أو بمعنى تجارة الرّق. بل تحدّث عن أسلوب في التفكير نِتاجَ حِقدٍ دفين وخضوع داخلي يولد مع الأفراد والجماعة. إذ بيّن أن الضعفاء، العاجزين عن تأكيد قوتهم، اخترعوا أخلاقًا تُدين الأقوياء، فرفعوا من شأن التواضع والطاعة فوق ما تحتمله، حتى أنها كسرت حدود الذل والهوان. ومن هذا المنطلق يمكن رسم موازاة مع خضوع شعب المغرب الأقصى لنظام المخزن. إذ أنها سلطة شكّلت لعقود علاقة هرمية تكاد تكون مقدسة بين الحاكمين والمحكومين. وما يلفت النظر هو أنّ هذا الخضوع لم يُقبل فقط بدافع الخوف والريبة، بل تَمَّ استبطانه كفضيلة بل وعمل أخلاقيًا. فالطاعة أصبحت عندهم حكمة، والعبودية وَلاءً، والاعتماد على الغير، أيًّ كانت مساعيه في دولتهم عبارة عن صورة من صور الاستقرار. نيتشه قال «نعم للحياة»، لكنها استُبدلت بـ«لا» مقنّعة، إذ جرى تحويل العجز التام على تغيير الظروف إلى قيمة، وتحويل الذل إلى فضيلة الصبر، وعندما عبّر قائلا...