الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

سلسلة «نظرة في» الفكرية.

 ♦نظرة في إرادة القــُوة.♦

القوّة بمعناها الشعبويّ هي سلطة من يملك شيء على الذي لا يملكه، و بعيداً عن ما يُتداول في أذهان الناس أن القوة خيرٌ مُطلق، أو شرٌ مطلق، فإن عُمق القوة عند كلّ فردٍ هي الرغبة في الحياة.

و القوّة في الغالب، ليست في فرض منطقٍ على آخر ، ايً كان المنطق ، جسدي او معنوي او فكري، بل هي في التواجد و العمل لما خُلق الفرد من أجله ، القوة هي التفاوت الوراثي في معدل الذكاء ، و القوة البدنية، و الصلابة النفسية و المعنوية، و ليست في سجالات و صراعات لأطراف متفاوتة المُكنة الوراثية.

القوة هي أخذ إنتباه الناس بطريقة سلسة و فطرية بلا محاربة الآخر ، او المكيدة له  ، و الوشاية عليه.

القويّ يلغي وجود الآخر من حقل اهتماماته.

القويّ يلازم و يساعد من هو دونه في المُكنة و لا يجعله منافساً.

القوة هي الصّدقة و الفعل الحسن ، كما في الرسالة المعرفية ، او قد تكون في الدهاء و المكر، في كاريزمة الفرد الطاغية.. في العبقرية.

القوة ليست خيراً او شراً، ولا وسيلة ، بل هي في كل شهيق و زفير ، هي تلازم الأحياء للعيش و التعايش ، للتفوق و تجاوز الذات ، يختلف الأفراد في استعمالها ، و يتفق الجماهير على قدرتها ، و يعرف السياسيون استعمالها و توجيهها.

تلك هي إرادة القوة بالمفهوم النيتشيّ.


♦نظرة في فلسفة الحُب♦


أخطر ما في الحبّ أن يكون العالم كله في جسد من تُحب، فإن هو رحل ، رحل العالم، و غاب الشغف..

و رغم ان هذا التعلّق المَرضيّ لا يتحمّله المُحَبّ، الّا أن مسؤوليتهُ تكمن في التلذّذ بهذا الإهتمام و عدم صدّه بالحزم اللاّزم.

الصّد فعل يستحيل على الرّجل القيامُ به، لأن الرّجل جُبلَ على الإفتراس ، و يُستلطف بالإعتراف بالفضل و المَزيّة ، العاطفة ذكر و ليست للأنثى رغم غنّتها الورديّة، لأن الرّجل ادنى الى الكآبة الحسيّة، و يفتقد للمنطق النّسوي في الحبّ ، المرأة تحنّ الى الرّجل الذي يُحسن حُبّها و يحتوي ضعفها و يضمن سقفاً و عيشاً لها و  لابنها، المرأة تحب الرّجل بكل واقعيّة عَمليّة، أمّا الرجل فهو يدفع بكل مشاعر الحب بعنفوان الى المرأة التي تعطف على حالته النفسية.

منطق الرّجل العملي ، السياسي، الابداعي، يسقط في الماء امام اوّل ابتسامة عاطفية ، بينما عاطفة المرأة و لا منطقها الحياتي و المُسرف في الاحاسيس الجارفة يمينا و شمالاً تختفي بمجردّ وضع رجل في دارة الإمتحان.

و كما يروي لنا التاريخ، الرجال أكبر ضحايا الحبّ، لأن الرّجل يرمي بكل ثقله اذا أحبّ، و لا يستعمل علماً و لا منطقاً في التريّث، يحدث أن تفعل المرأة ذلك ، لكن الأصل أصل لا يوخذ بالحالات الشاذة أبداً..

المرأة أرزن من الرجل في الحبّ لأن المرأة كوكبة من الاهتمامات المشتتة بين الذات و الأبناء ، أمّا الرّجل فهو كومة حماس مُندفعة بلا هوادة صوب الأنثى، قد تكسرُ رأسه و لا تبالي.. و كم من مندفعٍ سبقه ..قد كُسر رأسهُ في ذلك الجدار.


ملاحظة : كل ما كُتب تحليل و ليس تجربة،

تجربتي أضيق و كانت ما قبل التاريخ.


♦نظرة في مواقع التواصل الإجتماعي♦


النشر (البارتاج)، قد يتصوره الناس (حركة) هيّنة لا تكلّف شيئاً، أو هي مجرد دعم، او نقد، في الحقيقة، ان من ينشر فيديو أو مقالة او صورة، فهو لا شعورياً يجعلها تمثّلهُ هو ، فلم يعد ذلك العمل يمثّل صانعه، بل أصبح يمثل من نشره، لذلك، كل شخص ينشر ما يمثله نفسياً ولا شعورياً ، و ما يمثله في شخصيته ،و ما يجعله يرى نفسه فيه، و يتفاخر به ،كأنه هو من صنعه، و ليس لأنه أحسن اختياره.

النشر هو تبنّي للشيء، و غير ممكن أن يتبنى إنسان أمراً يعيبه، و لكن ، و في نفس الوقت ، قد ينشر شيئاً لا يفهمه ، و قد شرحتها في فيديو «كرة الثلج»، اعتقاداً منه ان ما لم يفهمه هو حتماً أمر يفوقه ذكاءً و حكمة ، او نكتة لم يفهمها ، او ذوق يضعه مع (تراند) العامة.

فكما أقول و يقال دائماً، أكبر مخاوف الفرد أن يتم إقصاءه من الجماعة، فقد يُرضي نفسه مرّة ..و محيطه ألف مرّة.


♦ نظرة في معاملاتنا ♦

- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أمرني ربي بتسع : خشية الله في السر والعلانية ، وكلمة العدل في الغضب والرضى ، والقصد في الفقر والغنى ، وأن #أصل_من_قطعني ، و#أعطي_من_حرمني ، و#أعفو_عمن_ظلمني ، وأن يكون صمتي فكرا ، ونطقي ذكرا ، ونظري عبرة ، وآمر بالعرف " وقيل : ( بالمعروف ) . رواه رزين .


للكاتب زناف عماد الدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق