الجمعة، 23 أكتوبر 2020

شهادة الإخفاق 🏆

 

شهادة الإخفاق🏆 ..بين 🇺🇸 و 🌏.
__

في العالم الحديث الذي نعيشه، الجميع يتسائل حول تفوّق رجال أعمال الولايات المُتحدة الأمريكية، مايكروسوفت، آيبل، ايباي، آمازون.. و القائمة طويلة جداً..عن باقي دُول العالم.
و الإجابات غالباً ما تكون خارج الموضوع تماماً، في الحقيقة هي إجابات من لا يعرف فلسفة الشعب الأمريكي..حيث ان العديد يجهل ما سوف أدرجه لكم.
في أوروبا ، و لنقل فرنسا ، الـCV الخاص بأي شخص عازم على الدخول في مغامرة بميدان التجارة أو غيره ..عليه أن يكون مشبّع بالشهادات و التفوقات ، البنوك لا تقرضك إذا لم تكن كذلك..و إن كان قد عُرف عنك إخفاق مـآ..حتى لو كان في حياتك الشخصية، فهو يلعب دوراً سلبياً جداً في بداية مشوارك أو قبوله.
في بلاد العم السام ، الأمر مختلف تماماً، بيل غايتس، ستيف جوبس، مارك زوكربرغ ..و العديد غيرهم لم يكملوا دراستهم ، بل و ليسوا متشبعين لا بشهادات ولا بتفوقات ، يقول بيل غايتس ان زميلاً له كان متفوقاً في القسم و هو كان سيئا ، اكمل صديقي الدراسة و أصبح مهندساً في مايكروسوفت.. المزحة أنني أنا مالك مايكروسوفت.
القضية في الولايات المتحدة قضية إخفاق، الـCV الأمريكي غير كامل إذا لم يكتب صاحبه اخفاقاته ! ، قد تستعجبون لهذا المنطق ، لكن المعلم الأول و المادة الخام لأي شخص هناك هو الإخفاقات بعد عديد المحاولات.
الإخفاق الذي يعتبر عاراً لذا شعوب و حكومات دول أوروبا التي لا تزال في المثالية الشكلية، تلك المثالية لم تطرح رجال أعمال يجابهون دولة واحدة فقط.
شهادة الإخفاق، ليست شهادة مزوّرة مثل النجاح، فقد يكون النجاح محض رِشوة، حظّ حسن ، مستوى المنافسة متواضع..و قد يكون عن استحقاق، لكن الاخفاق تجربة لا كذب و لا تحايل فيها ، و لا مجاملات ولا روايات ، المخفق يعي ما عليه فعله في المحاولة القادمة ، و كلما اخفق نقصت اخطاءه ..و اقترب من الكمال العمليّ.
الحُلُم الأمريكي ، يعتبره الكثير انه السيطرة و النهب و السرقة و الدمار، هو كذلك، لكنه ايضا حلم الشعب الذي ترعرع على تحرر في العمل و الانشاء و الابتكار و الجني، كبر بلا عقدة خسارة و اخفاق، بل و انها في بلاده شهادة يعتز بها ، تزيد من حظوظه في القبول و التفوق.
لذلك نرى تفوّقاً دائماً هناك، لان العمل لا ينطلق على مبدأ التفوق من العدم ..«تجربة قبل العمل» ، و انما الاخفاقات من أجل التفوق العظيم.

#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق