التخطي إلى المحتوى الرئيسي

دونالد ترامب

 ان لعبة الاعلام المُغالطة لازالت تقود الرأي العام الى ما يطمح إليه مموليها ، الممولين الذين يملكون صداقات عليا او هم نفسهم صنّاع القرار.

في عودة الى دهشة العالم بفوز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون، اللعبة الإعلامية كانت سهلة جداً بالمقارنة مع استراتجيات سابقة ، اين كانت الشعوب اقل سفاهة من الحاضر.

بنفس طريقة أوباما ، وضع الإعلام الأمريكي و الأوروبي معاً كل ثقلهم دعماً للفكر اليساري التحرري المتفتح لأغرب الأمور، الأمر الذي استند عليه اليمانيين المحافظين مثل ترامب ، بولسونارو في البرازيل ، و اوربان في المجر ، كي يلبسوا لباس المعارضة للنظام العالمي الجديد.

النظام العالمي الجديد الذي يستعمل الدعاية و الاعلام في التبشير بالحقوق و تقنين الرذيلة و التساوي و فرص العمل و ما الى ذلك من نزوات.

الاشكالية التي وقعت ، هو ان الشعوب اليسارية اصبحت تستمتع بحياتها أكثر من البقاء في السلطة و التصويت ، اي ان الترف جعلهم يتناسون المنافسة الايديولوجية المترصدة، حيث نعرف كلنا معادلة ان الأغلبية الصامتة اقل تأثيراً من الأقلية الفعّالة.

وقع اليساريون في ربوع الأرض في فخ التراخي، و تصاعد الفكر اليميني ، مستنداً في تحليلاته ان ترامب و غيره يمثلون القوة المضادة لهذا الانحطاط الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي ، و ان كل ما يقوم به الإعلام هو الترويج للشيطنة و محو الثقافات و الأديان و الاختلافات في سبيل الكوسموبوليت او المواطن العالمي.

و بهاذا ، منح الإعلام العالمي فرصة ذهبية لترامب و غيره من اليمينيين «الذين استغلوا هذه الموجة» لقلب الحكم و الميل يميناً.

الأمر الذي لم يحدث في فرنسا، حيث اختار الفرنسيون رجلاً من قلب مدرسة روتشيلد الكوسموبوليتية المتفتحة للجميح و الماحقة لكل ما هو أصيل.

قرار تدفع ثمنه يوماً بعد يوم ، في صورة التدهور الثقافي و الاجتماعي و تصاعد الجريمة غير المفهوم.

الاعلام قد يستفيق للعبة ، و اذا فعل، فسنرى نوعاً من الحياد خوفاً من الموجات العكسية..

فإذا نطق الشيطان مدحاً لشيءٍ،لأنه يعلم مسبقاً ان البشر اتفه من ان يتفطنوا لدفعه لما يخالفه، و هكذا يرميهم الى الهاوية .. فالشيطان يتأقلم مع تواضع فكر الإنسان الأخير.


#عمادالدين_زفك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابن بطوطة.. الذي لم يغادر غرفته

ابن بطوطة، الرّحالة الذي لم يغادر غرفته. مقال عماد الدين زناف. ليسَ هذا أول مقال يتناول زيفَ الكثير من أعمالِ المؤرخين القدامى، الذين كانوا يكتبون للسلاطين من أجل التقرّب منهم، ومن ذلك السعيُ للتكسّب، ولن يكون الأخير من نوعه. الكتب التاريخية، وأخص بالذكر كتب الرّحالة، هي عبارة عن شيءٍ من التاريخ الذي يضع صاحبها في سكّة المصداقية أمام القارىء، ممزوجِ بكثيرٍ من الروايات الفانتازيّة، التي تميّزه عن غيره من الرحالة والمؤرخين. فإذا اتخذَ أحدنا نفس السبيل الجغرافي، فلن يرى إلا ما رآه الآخرون، بذلك، لن يكون لكتاباته أيّ داعٍ، لأن ما من مؤرخ ورحّالة، إلا وسُبقَ في التأريخ والتدوين، أما التميّز، فيكون إما بالتحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي، أو بابتداع ما لا يمكن نفيُهُ، إذ أن الشاهد الوحيد عن ذلك هو القاصّ نفسه، وفي ذلك الزمن، كان هناك نوعين من المتلقين، أذن وعين تصدق كل ما تسمع وتقرأ، وأذن وعين لا تلتفت إلا لما يوافق معتقدها أو عقلها.  الهدف من هذا المقال ليس ضربُ شخص ابن بطوطة، لأن الشخص في نهاية المطاف ما هو إلا وسيلة تحمل المادة التي نتدارسها، فقد يتبرّأ ابن طوطة من كل ما قيل أنه قد كتبه، ...

مذكرة الموت Death Note

إذا كُنت من محبّي المانجا و الأنيم، من المؤكد أنه لم تفتك مشاهدة هذه التُّحفة المليئة بالرسائل المشفّرة. هذا المسلسل اعتمد على عدّة ثقافات و إيديولوجيات و ارتكز بشكل ظاهريّ على الديكور المسيحي، في بعض اللقطات و المعتقدات. المقال الـ104 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  _ الرواية في الأنيم مُقسّمة الى 37 حلقة، الشخصيات فيها محدّدة و غير مخفية. تبدأ القصة بسقوط كتاب من السّماء في ساحة الثانوية موسوم عليه «مذكرة الموت» ،حيث  لمحه شاب ذكيّ يُدعى ياغامي رايتو، و راح يتصفحه، احتفظ به، رغم أنه أخذها على أساس مزحة ليس الّا، و بعد مدّة قصيرة اكتشف ان المذكرة "سحريّة"، يمكنه من خلالها الحكم على ايّ كان بالموت بعد اربعين ثانية من كتابة اسمه و طريقة موته بالتفصيل. لم تسقط المذكرة عبثاً، بل اسقطته شخصية تُسمى ريوك، من العالم الآخر، وكانت حجة ريوك هي: الملل والرغبة في اللعب. كلُ من يستعمل مذكرة الموت يطلق عليه اسم " كيرا".  بعدها تسارعت الأحداث بعدما أصبح "كيرا" يكثّف من الضحايا بإسم العدل و الحق، فقد كان منطلقه نبيلاً: نشر العدل و القضاء على الجريمة في الأرض....

أخلاق العبيد، نيتشه والمغرب الأقصى

مفهوم أخلاق العبيد عند نيشته، المغرب الأقصى مثالا. مقال عماد الدين زناف. فريدريش نيتشه، حين صاغ مفهومه عن «أخلاق العبيد» في مُعظم كتبه، لم يكن يتحدث عن العبودية الملموسة بالمعنى الاجتماعي أو الاقتصادي، أو بمعنى تجارة الرّق. بل تحدّث عن أسلوب في التفكير نِتاجَ حِقدٍ دفين وخضوع داخلي يولد مع الأفراد والجماعة. إذ بيّن أن الضعفاء، العاجزين عن تأكيد قوتهم، اخترعوا أخلاقًا تُدين الأقوياء، فرفعوا من شأن التواضع والطاعة فوق ما تحتمله، حتى أنها كسرت حدود الذل والهوان. ومن هذا المنطلق يمكن رسم موازاة مع خضوع شعب المغرب الأقصى لنظام المخزن. إذ أنها سلطة شكّلت لعقود علاقة هرمية تكاد تكون مقدسة بين الحاكمين والمحكومين. وما يلفت النظر هو أنّ هذا الخضوع لم يُقبل فقط بدافع الخوف والريبة، بل تَمَّ استبطانه كفضيلة بل وعمل أخلاقيًا. فالطاعة أصبحت عندهم حكمة، والعبودية وَلاءً، والاعتماد على الغير، أيًّ كانت مساعيه في دولتهم عبارة عن صورة من صور الاستقرار. نيتشه قال «نعم للحياة»، لكنها استُبدلت بـ«لا» مقنّعة، إذ جرى تحويل العجز التام على تغيير الظروف إلى قيمة، وتحويل الذل إلى فضيلة الصبر، وعندما عبّر قائلا...