السبت، 17 أكتوبر 2020

بين الفيلسوف و المفكر

 ما هو و من هو الفيلسوف؟ ما الفرق بينه و بين المُفكر؟

___ 

سبق و ان نشرت جواباً في فيديو على قناتي «21 جواب» اوضح فيه اشكالية لقب فيلسوف و مفكر ، و هو رأي يوافقني فيه جماعة،و يخالفني فيه الكثير و حقّ لهم ذلك.

الفيلسوف متجرّد من الدين ، بمعنى انه حتى لوكان متديّناً، يستوجب عليه كفيلسوف ان ينسلخ منه او يضعه جانباً في عدّة قضايا او ان يكون شكّاكاً و يقبل اراء تخالفهُ.

و كل من حمل لقب فيلسوف من المتديّنين وجد نفسه محل تهمة عند أهل ديانته، و حتى عند اللادينيين غير مقبول تماماً.

المُفكّر ، و على عكسٍ من الفيلسوف او على زاوية اضيق، هو شخص ينطلق من ايديولوجية و دين معيّن يرتكز عليه بوضوح ، المفكّر مُصلح و ناقد اكثر منه تفتحاً على كل شيء مثل الفيلسوف ، الفيلسوف اوسع من ذلك، و قد يكونُ مفكراً ثم يستحيل فيلسوفاً ، و يتزامن ذلك مع تدرّجه في الشّك.

عديد الفلاسفة المتدينين ، تخلّوا و بصفة مطلقة على الدين في نظريّاتهم الاجتماعية، مثلاً ايمانويل كانط ، لم يدرج نصرانيته في نظرية الأخلاق، و قال ان الفرد لا يستلزم ان يكون متديناً كي يكون متخلقاً.

و هذا يوضح ان الفيلسوف ، لا يستطيع الاعتماد على الدين لتبرير افكاره، اما المفكر فيعتمد بشكل رئيس على ضوابط يؤمن بها ، دينية او ايديولوجية.

فأين نضع انفسنا؟

الفيلسوف مهنة و احتطاب صعب جداً، يتطلب تضحيات نفسية ، و بحوث شاملة لعقود.

لذلك لقب فيلسوف ، على انه لا يوافق المتدين (في نظرتي)، هو ايضا لقب ليس بالسهل على اي متفتح فكرياً.

المفكر ادنى للمتدين ، و لمعتنق ايديولوجية ، و هي مهنة متاحة لكلّ من يترك مساحة لنفسه للتفَكُّر و التدبُّر.


#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق