الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020

البروتيستانت و الكاثوليك!

 

🔹 في التحوّل النصراني 🔹
كنت قد صنّفت مارتن لوثر الألماني قائد المذهب البروتستنتي على انه بطل اسطوري (مع جون كالفان الفرنسي) ، و لم اشرح لماذا..
الشرح ببساطة هو ان الكاثوليك كانوا يحتفظون بسلطة الكتاب المقدس في كنائسهم و لا يسمحون بتوزيعه على عامة الشعب و لا ترجمته لغير اللاتينية او الاغريقية .
فخرج قس من القساوسة ينكر عليهم ذلك مع خمسة و تسعون مؤاخذة اخرى ، و القس هو مارتن لوتر ، فقوبلت مؤاخذاته بالتعنيف و الزندقة و الهرطقة و التكفير التام ، مما جعله ينشق رسمياً عن الكنيسة و يصبح قائد الفكر البروتستانتي ، الى هنا الأمر معلوم.
لكن ما فعله مارتن هو ترجمته للكتاب المقدّس الى الالمانية و جعله متاح للجميع ، كما فعل بعده الكثير اشهرهم الفرنسي جون كالفن  .." الذي بفكره تأسست امريكا البروتستنتية.." ، ما فعله لوثر هو كشف الكتاب المقدس للناس بنية حسنة ، لكن فعله اخذ منحى عكسي غير متوقع ! و هو ظهور الالحاد التام نظرا للخرافات التي لم تتقبلها عقول الناس ، و الفتنة الطائفية الكبرى بين انصار الكالفينيين و الكاثوليك ( سلطة الكنيسة و الملوك )  كمذبحة  يوم سانت بارتيليمي الشهيرة، التي راح ضحيتها أكثر من 30 الف فرنسي بروتستنتي و حيادي ، و الذي فكك اسطورة المسيحية و نخر تورّم اللثة المنتفخة منذ عقود..و السّر الذي كان يختفي في صناديق البابا و القساوسة و تيه الكنائس.

طبعا هو لم يكن يطمح لذلك ، كان هدفه تصويب " النصرانية " ، لكن ما فعله هو ترجيح كفّة العلم على الدين ، اذ انتشر بعده الإلحاد بشكل غير معهود، و ترجّحت كفّة الاسلام في ذلك الزمان، لان الاسلام لم يعارض العلم في الاندلس قط بل كان مروّجاً له، بشهادة اكبر الفلاسفة الفرنسيين و الألمان و البريطانيين.

#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق