الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020

ملكي اكثر من الملك !

 

♦ نظرة إجتماعية ♦
«مَلَكِيٌّ أكثر من الملك!»
«Plus Royaliste que le Roi»
جملة فرنسية شهيرة جداً ، تبيّن تمادي بعض الناس في الدّفاع عن شخص، او جماعة ، او ايديولوجية، التي في الاساس.. هو ليس منها و لا ينتمي اليها في الأصل.
فمثلاً تجد مواطن بسيط و ربما فقير يستميت في الدفاع عن ملكٍ ما او رئيسٍ ما او رجل أعمال أو رياضيّ ثريّ ، أمر قد يعود بالسّلب على المدافع عليه ، لانّه يولّد استياء الناس من ذلك الملك ، او الرئيس ، او رجل الاعمال ، او الرياضي.
هناك صنف آخر يضع نفسه درعاً لحماية ايديولوجية او فلسفة او دين لا ينتمي اليه، و تجد ان اغلبيّة من يفعل هذا يبحث عن مكانة وسط مجتمع يتبنى تلك الأفكار، و لاحظت في السنوات الاخيرة، ان الكثير من العرب و السّود يفعلون هذا، اضرب لكم مثال ربما قد يعرفهم البعض، الجزائري أمين مسيفي (madmaxx) يتكلم بلغة طيبة مع الجزائريين و بحسابه الفرنسي aldostérone يستميت بالدفاع عن الغرب و ذمّ كل ما هو اسلامي (بعيداً عن الانصاف).
هناك ايضا «مدرّب اغراء» اسمه ستيفان ادوارد، من اب اسود و ام بيضاء ، يستميت في نقد العرب و السود كي يظهر بشكل جيد للفرنسيين.
و هذه الأمور نستطيع تفكيكها كالآتي:
♦ الجانب الحيواني: و هو مداهنة القوم لضمان صداقتهم و حبهم، ثم توفير له و لعائلته حياة احسن.
♦ الجانب الفكري: هو الخضوع التام لايديولوجية القويّ  لان مقاومتها يساوي العزلة.
♦ الجانب الديني: هو اشتراء ودّ الغرب في دينهم و معتقدهم (و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم)، و الأمر يكمن في نقد الدين الذي يقابل معتقداتهم.
ان الذين يدافعون عن الملك أكثر من الملك نفسه يعيشون الخوف و هلوسة فقدان الحب و الاحتواء ، و اخطر ما قد يفعل المرء هو ان يصبح اكثر حقداً على عرقه و دينه من عدوّه، او ان يحاول ان يكون كل شيء في الوقت نفسه (ابيض ، اسود، مسلم ، يهودي ، ملحد، بوذي..)
كلّها أمور تنذر بإنهيار ذلك الشخص في السنين القادمة، لانك يمكن ان تروّض افكارك و مشاعرك، لكن ليس ذاتك العميقة، و ذلك التناقض يرمي بك الى العدم و العدمية.

#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق