التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2023

حيوانيّة الإنسان

حيوانية الإنسان، عندما يصبح البشر هِرّا مُرتابًا. الاستراتيجية الأنجح عبر التاريخ؛  تكمن هذه العملية في صناعة أو دعم منافس نعلم أنه لا يرقى للمنافسة ولا يزعج الحظوظ التي لدينا في البقاء. وبالتالي يتم العمل على نفخه ليكون عبارة عن نقطة تشويش للمنافش الحقيقي، أي، نجعله أداة تلهي منافسنا المباشر. إذا كان هذا المنافس يملك طموحًا، فالاستراتيجية هذه تدفع صاحبها لدعم هذا المنافس ليبقى نشطا، واثقا ومصدّقا لنفسه على أنه يمكنه أن يصل، يقول نابليون «إياك أن تعرقل أي حرگة غبية من عدوّك» صحيح، وفي هذه الحال، لا تعرقل فكرته الغبية بل ادعمها حتى إذا كان ظاهرها يعاديك.  هذا بالنسبة للدول، أما بالنسبة للأفراد، فنحن نرى ترجمة هذه الاستراتيجية يوميا لكننا لا نستطيع تفكيكها ولا أن نفهم معالمها، أنظر المثال: تجد شخصيات مشهورة في مجال ما، تتطوع من حين لآخر لتظهر شخصيات شبه نكرة، فتجعلها كأنها الوريثة لها من بعدها، أو تضعها في مقام الندية والمنافسة الشريفة بين الزملاء، أو تجعلها في مقام المنافس الشرس الذي يقلقها! وهي تعلم علم اليقين أن تلك الشخصيات لا ترقى لأن تكون شخصيات عامة ذات حضور متوسط.. حتى تكون شخص...

من الاستهلاك إلى الهلاك ، جون بودريار

الاستهلاك في المجتمع الحديث، جون بودريار عنوان (مُجتمع الاستهلاك) قد يبدو متشابهًا مع عناوين كثتب كل من جيد يبور وميشال كلوسكارد، وقد يكون كذلك متشابها مع المواضيع التي تناولها بورديو. على أيّة حال، هي فترة لامعة –من الستينيات إلى غاية أواخر القرن الماضي- قدّمها الفكر الفرنسي في علم الإجتماع، فقد عرفت كوكبة من الفلاسفة الذين تناولوا مواضيع حساسة في ظرف أكثر حساسية، إذ عرف العالم تحوّلا كبيرًا شبيهًا بالثورة الصناعة البريطانية، حيث كانت الفترة الانتقالية الكُبرى إلى المفاهيم الجديدة في الإشهار والتسويق والتجارة والتعاملات، تحت لواء اقتصاد جديد وسياسة جديدة وأساليب جديدة ومتقدمة (التلفاز ثمّ الإنترنت).  تميّز جون بودريار عن غيره بإنشائه لمصطلحات ذات ثقل، وقد عاشَ ما يكفي ليفكّك تلك المعاني في كُتب رائعة، ذات لغة مليئة بالتشفير. كثنتُ قد تناتُ عددًا منها في مقالات سابقة ودرسٍ في قناتي، غيرَ أن الرحلة مع جون بودريار لم تنتهي ولن تنتهيَ قريبًا، وموضوع اليوم هو نظرته حول الاستهلاك، أسبابه وظروفه، ثم غاياته. أصبحَ الاستهلاك خُلقَ عالِمنا، لقد أصبح يدمّر ثوابتَ الإنسان، أي التوازن الذي كانت تم...