الانصهار في الذوق العام.. لحياة آمنة؟ من الألبسة والأجهزة، إلى الأكلات، إلى الكُتب.. مروراً بالآراء الرياضية، السياسية، الاجتماعية والفكرية، ينصهر الفرد العادي في ذوق المُحيط، مٌعتقداً أنه يُحسن صنعاً بمواكبة الزمن، ظاناً أن البقاء في الطليعة يتلخّص في تقليد المُحيط. بيد أن تقليد الناس بعضهم بعضاً له أبعاد نفسية وإجتماعية أخرى، غير تلك التي يظنونها. تقليد الآخرين في الحقيقة هو رسالة مُشفّرة فحواها ”إنني منكم، أنظروا كيف أشبهُكم، لا تقصوني من مجموعتكم، اقصائي من الجماعة عديل الموت بالنسبة لي!“. وفي الحقيقة، ألم الاقصاء من الجماعة نفسياً، يشبه أي ألمٍ جسدي، هو سكّين يُغرس في مزاج المُقصى. الانصهار في ذوق العوام حاجة بيولوجية ونفسية مُلحّة لا يشعر بها الفرد، وربما يُنكرها أشد النكران لو قيلت له، ذلك أن الإنسان يضع الرفض والإنكار كجوشن يحمي به مشاعره وكبريائه، غير أنه يشعر في قرارة نفسه بحجم الرغبة الملحة لرؤيو الرضا على وجون الناس، عن كل اختياراته. ترى الفردَ منا يطلبُ ما يطلبه الناس، لأن طلب غير المُعتاد لا يكون سوى لأصحاب الحجج الصلبة، فالذي يُعزّز من ذوقه ويجعله في المقدمة، سيطوّر...
مُدوّن، روائي، وصانع محتوى على اليوتيوب