عندما نتجول بين أروقة الثقافة، نجد أن في بعض الزوايا أشخاصًا تبدو عليهم سمات المفكرين، منطوون في أنفسهم يكلمون بعضهم بصوت خافت حَذَر أن يؤخذ العلمُ من ألسنَتهم أخذاً. هل تعلمون كيفَ يسمّيهم الفلاسفة؟ المتسلّلون. هذا المقال سيكون عبارة عن تكملة لما ذكرته في منشور سابق –حول النظرة لعنوان كتاب (هذا هو الإنسان)1 - وعن سخافة عقول من يقتنون كتب الفلاسفة دون محاولة حقيقية لفهم تلك الكتب، ولا محاولة لتفكيك رموزها. مقتنياتهم لا تغدوا سوى تظاهراً بالاختلاف، وذلك خلف جوشن 2 الفلسفة الهُلامي. فلمَ الفلسفة بالضبط؟ -لأن الفلسفة مجال مفتوح، يستطيع أيّ شخصٍ أن يدّعيَ أنه مُتعمّق فيها، بحيث لا يكمن ان يتعرّض ذلك المدّعي لما يسميه كارل بوبر 3 بالتفنيد. التفنيد في النظريات العلمية هو القدرة على اثبات فعالية الشيء أو فشله، بينما لا نستطيع فعل ذلك إذا ما تعلّق الامر بالثرثرة على حواف الفلسفة، وبالتالي، ادّعاء التفلسف يعد من أسهل الوسائل للتهرب من الامتحان التقييمي لدى أي شخص، منه من ادّعاء العلم، أو التحكم في الرياضيات والفيزياء، ذلك أنها أمور تُخضع صاحبها للامتحان الآني، وفي ذلك إحراج كبير. القضيّة أننا...
مُدوّن، روائي، وصانع محتوى على اليوتيوب